Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد الثبيتي

التغيير الممقوت

A A
التغيير في نمط التفكير بطبعه بطيء لاعتبارات تتعلق بالمعتقدات والقيم والعادات التي تحكم الشخص في إطار مُجتمعه، هذا إذا ما استبعدنا -بطبيعة الحال- التغيير الناتج عن الإرادة السياسية، والذي يخضع لقوة السلطة التي فرضته لدواعٍ أمنيِّة أو للحفاظ على كينونتها أو للمواءمة مع مُتغيِّرات مُستحدَثة يجب معها أن تُتخذ بعض الإجراءات حتى يتسنى لها السير بخطى ثابتة في تنفيذ إصلاحاتها في كافة مساقات التنمية.

ولكن أن ينقلب التغيير إلى انفلات وتُمرر من خلاله بعض السلوكيات الممجوجة التي تؤدي إلى استفزاز شريحة كبيرة من المُجتمع، وتُدلل على غياب الرقابة الذاتية التي يجب أن تُعزَز لكي نضمن مُخرجات ناضجة وواعية لدورها في خضمّ التحوُّل الذي يمر به المجتمع؛ فإن هذا يعني أننا أمام نماذج هشَّة -أزعم أنها لا تُمثِّل المجتمع- ولا تعكس تربية أبنائه، ولكن إنكار هذه الممارسات الخارجة عن المألوف ضرورة حتمية لإبراز خطر استمرارها مع الأخذ في الاعتبار أن القائمين بها شباب في مُقتبل العُمر يدفعهم في ذلك قوة الحماس وقلة الخبرة في الحياة وحُبُّ الظهور ولو على حساب السمعة الشخصية مما أوقعهم ضحية لبعض النداءات الخفيِّة التي لا همَّ لها سوى إثارة البلبلة متجاوزًا في طرحي هنا «نظرية المؤامرة».

والمُخجل أن تُعلن هذه التجاوزات بوسائل التواصل الاجتماعي في الوقت الذي يجب أن تكون لها من الخصوصية ما يجعلها ذكرى لهم على مرَّ السنين -هذا إذا أخذنا في الاعتبار- أن ثمَّة صلة شرعيِّة تربطهم ببعض، كما ظهر لنا من أحد المقاطع الذي يُقدِّم فيه الشاب للفتاة دبلة الخطوبة باعتبار ما سيكون أو كما ادعى الشاب في المقطع الثاني بأن الفتاة شقيقته، مما يعني أن ليس من حق الآخرين الاطلاع عليها ناهيك عن تناقلها؛ الأمر الذي عرضهم للمساءلة القانونية من الجهات ذات العلاقة بالضبط الاجتماعي، وبالتالي أوقعهم في حرج مع مُحيطهم الذي لن يرضى بمثل هذه السلوكيات الممقوتة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store