Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
نبيلة حسني محجوب

أجيال الهمبرجر...!

A A
هو خبر قديم زمنيًّا، لكن موضوعه يتجدَّد كل يوم، لأنه مرتبط بالصحة الغذائية لأجيال الهمبرجر، الخبر نُشر في جريدة المدينة السبت 10 أكتوبر 2017م، ثم غابت أصداؤه في غياهب الصمت، رغم أهمية الجهات الحكومية، التي أدخلت رأسها في جراب قضية الوجبات السريعة؛ الخطر المُؤكَّد، كما تشير التقارير الطبية، ويُحذّر منها المختصون.

عنوان الخبر كما ورد في المدينة: «جهات حكومية تحاصر مطاعم الأكلات السريعة للحد من مخاطرها».. «7» جهات شُكِّلت بأمرٍ سامٍ؛ الهيئة العامة للغذاء والدواء، وزارة التجارة، وزارة الصحة، وزارة التعليم، وزارة الشؤون البلدية والقروية، هيئة الرقابة والتحقيق، مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، واتخذت توصيات؛ تكثيف الرقابة على منتجات الهمبرجر، واللحوم المصنعة محليًّا والمستوردة، وشركات الهمبرجر، وكنت أتمنى كما هي أمنية كل الأمهات أو الأسر؛ وقف الانتشار السرطاني لكثير من محلات الهمبرجر، هذا أولًا.. وثانيًا، نريد معرفة النتائج والتقارير، لتطمئن قلوبنا، وهل ما يتناوله أبناؤنا صغارًا وكبارًا، طعام آمن!

محلات الهمبرجر لا زالت في انتشار وتمدُّد، ولدى بعضها تصريح بالعمل «24» ساعة، أو حتى صلاة الفجر، لا نعرف شيئًا عن اللحوم المستخدمة هل هي «شغت وشحم وأمعاء» وبقايا لحوم مجمَّدة تُفرم وتُصدَّر لنا، يستهلكها أجيال المستقبل بنهمٍ وإصرار، كما تعرض التقارير الإخبارية، وتُروِّج المعلومات التي ترتدي روب الطبيب؟ أم أن كل ما قيل ويُقال إشاعات أو عيون مدوّرة، تريد إصابة مطاعم الوجبات السريعة التي تكسب ليلًا ونهارًا بالعطب والعطل؟!!

ما النتائج التي توصلت إليها الجهات الحكومية المعتبرة لانحسار الخوف والقلق، ووقف هذا الخطر الذي تسلل إلى حياتنا؟!.

وهل تلتزم تلك المطاعم بالاشتراطات الصادرة عن الهيئة العامة للغذاء والدواء، الخاصة باستخدام الزيوت المتحوِّلة بمطاعم الوجبات السريعة، وكمية الدهون والملح والسكر؟ وهل نجحت وزارة الشؤون البلدية والقروية في مراقبة تلك الاشتراطات، أم أن هناك تسريبات وتجاوزات تفتك بصحة وسلامة أجيال الهمبرجر؟!!

لا أحد ينكر أن الوجبات السريعة وعلى رأسها الهمبرجر، أصبحت هي طعامهم وفاكهتهم وخضرواتهم. ونحن نتابع صيحات التحذير منها، ونتوجَّس خوفًا وقلقًا على صحة صغارنا، ونشاهد أحجامهم التي لا تُناسب أعمارهم لاعتماد معظمهم عليها، سواء بعلم الأهل أو بدون علمهم، ولم نلمس نتائج عملية لتكثيف الرقابة على لحوم الهمبرجر، سواء المحلية أو المستوردة، كما ورد في سياق الخبر، كذلك لا زال الخوف من الزيوت المستخدمة، وخطورة تكرار استخدامها على الصحة، أما بالنسبة للملصقات التوضيحية للمكونات والسعرات الحرارية، فهي لا زالت موضع شك في مطابقتها للمنتج الذي يلتهمه صغارنا بشره ومتعة!

لم نلمس تحركًا جادًّا من أي جهة ذات علاقة بالصحة أو التصريح أو الغذاء؛ للحد من هذا الخطر، الذي توغَّل في بطون وأجساد صغارنا، حتى نشرت المدينة هذا الخبر، ثم لا شيء لاح في الأفق سوى غمام الخوف، وسحابة القلق السوداء تُظلِّل قلوب الأمهات والآباء، وهم بين نارين أمام رغبات أبنائهم، نار الحب ونار الخوف والإشفاق عليهم.

حتى برامج تعزيز النمط الغذائي الصحي، التي تقوم بها وزارة الصحة مع التعليم ووزارتي الثقافة والإعلام والشؤون البلدية والقروية - تفقد تأثيرها فورًا لحظة المرور من أمام لوحات الوجبات السريعة، أو الاقتراب من مطاعمها، وتسلل روائح الزيوت والدهون إلى المعدة مباشرةً، فتصرخ بجنون تطلب وجبة همبرجر، لا تستطيع الأم مهما كانت صارمة مجابهة رغبة صغيرها، ولا تستطيع السيطرة على الأبناء الشباب والشابات الذين يتناولون كل وجباتهم تقريبًا خارج المنزل، أو طلب الوجبات بتطبيقات إلكترونية سهلة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store