منعوا الغش.. فغاب الطلاب

قانون نيوتن (الثالث)، هو أحد قوانين الحركة، والتي تنص على أن (لكل فعل رد فعل، يساويه في الشدة، ويعاكسه في الاتجاه)، هذا القانون أحد أشهر القوانين التي لم تحصر نفسها في المناهج العلمية الفيزيائية، بل امتد أثرها على المستوى الفردي والاجتماعي، وأصبحت قاعدة يستخدمها كثير من الناس، خصوصا أولئك الذين يُدافعون عن أنفسهم، فتجدهم يُبادرون بتوضيح أسباب قيامهم ببعض الأفعال ووصفها بأنها (ردّة فعل) طبيعية، ولذلك تعمد بعض الجهات إلى وضع قوانين وأنظمة وتعليمات لتوجيه الآخرين، ومطالبتهم بالالتزام بأسس وثوابت معينة، وهنا تكون ردود أفعال هؤلاء ملزمة، ولا مناص منها، بل إن مَن يتجاهلها سيُعتبر مخطئا ومُقصِّرا، مما قد تترتب عليه بعض المخالفات.

مؤخرا نجحت الحكومة الهندية في إيقاف عمليات الغش الواسعة التي تُصاحب الامتحانات السنوية المؤهلة للجامعة، ما دفع مئات الآلاف من الطلبة لعدم الذهاب إلى الامتحان من الأساس، وذلك وفقا للخبر الذي نشرته جريدة الاقتصادية يوم الخميس الماضي نقلا عن (سكاي نيوز)، ووفقا لأرقام الحكومة المعلنة في الخبر، فإن تشديد المراقبة على الامتحانات دفع أكثر من 600 ألف طالب في أكبر ولايات الهند للتغيُّب عن الامتحانات، واعتمدت الحكومة في ذلك على وضع كاميرات مراقبة متطورة في المدارس ومراكز الاختبارات إلى جانب نشر قوى شرطية لمنع عمليات الغش الواسعة، إضافة إلى محاربة ما يُسمَّى بـ(مافيا الغش)، والتي تقوم بممارسات غير قانونية، مثل رشوة مراقبي الامتحانات وتسريب الامتحانات قبل موعدها، وذلك لمساعدة الطلبة لتجاوز تلك الامتحانات.

الأمثلة كثيرة في هذا المجال، سواء من خلال قرارات المنع أو قرارات السماح، أو من خلال فرض أجهزة الرقابة والرصد أو عمليات المتابعة والتدقيق والتحقُّق، والتي ساهمت ردود الأفعال تجاهها في تطوير كثير من الخدمات، فخطوات الإصلاح ومعالجة الأخطاء وجوانب القصور يجب أن تُوضع من خلال أنظمة وقوانين تُراعي تلك الردود، والتي يمكن أن تحدث جراء تلك القرارات دون مبالغة أو مغالاة في تشخيص الواقع، أو توقعات الردود قبل صدور القرارات، مما قد يساهم في تأخير القرار أو تعطيله، فالهدف هو أن تساهم تلك الأنظمة في تصحيح الوضع وتحسين النتائج وتطوير الخدمات وتوفير الراحة للجمهور، لا أن تؤدي إلى نتائج عكسية أو ردود فعل سلبية أو بقاء الوضع كما هو في مستوى سيئ، مع الإشارة بأن ردود الأفعال قد تكون مفاجئة في بداية الأمر وغير مقبولة، لكنها ما تلبث أن تصبح طبيعية بعد ذلك، فتتأقلم وتتكيف مع القرارات الصادرة.