Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

يتيمة «أبو نهية» تأخذ زوار «الجنادرية» إلى ملاحم سقوط الدرعية

No Image

بكى الدرعية وتنبأ بطرد الغزاة وحكم الإمام

A A
تعرض دارة الملك عبدالعزيز في المهرجان الوطني للثقافة والتراث «الجنادرية 32»، تعريفًا وتوثيقًا لمصادر تاريخ المملكة وملوكها إضافة إلى المناسبات الكبرى والتي يرعاها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ يحفظه الله.

وخلال جولة «المدينة» بين جنبات معرض الدارة بالمهرجان، رصدنا الجهود المبذولة من قبل القائمين من خلال توثيق «الدارة» لجهودها في خدمة التاريخ الوطني وتاريخ الجزيرة العربية عمومًا، وأنشطتها ومشروعاتها العلمية.

تشارك الدارة هذا العام بنسخة تحكي تاريخ ومسيرة الدولة السعودية، وعددا من المخطوطات القديمة، وبعض المقتنيات القديمة من بينها ساعة المؤسس- يرحمه الله-. ووقفت «المدينة» أمام لوحة ضخمة ُكتبت حروفها باللون الذهبي، تقع في بداية المعرض، يعود تاريخها إلى تاريخ الدولة السعودية الأولى، تلخص لنا رواية تاريخ عظيم، على لسان «أبو نهية»، الوزير وشاعر الدرعية حينها، والذي لم يعرفه الكثيرون بأنه قد اشتهر عندما بكى الدرعية وتنبأ بحكم الإمام.

قصة هذه اللوحة التي شدت الكثيرين في مهرجان الجنادرية، تدور أحداثها حول قصيدة قالها «أبو نهية» خلال سقوط الدرعية على أيدي القوات العثمانية وقوات المرتزقة حينها عام 1233هـ، وتحكي القصيدة ما صاحب ذلك السقوط من تدمير هائل للدور والمباني والأسوار وقطع جائر من قبل المرتزقة للنخيل ودفن للآبار وجرائم ضد المدنيين العزل المستسلمين، وقد اختصرت القصيدة اليتيمة لـ»أبو نهية»، كل تلك الأحداث، وهو الذي رأى الأهوال بأم عينه، كان من المعاصرين لتلك الحرب، ومن المدافعين الذين تحصّنوا في «المحاجي» وأسندت لهم مهمة إطلاق قذائف المدفعية، قتل من الأعداء عددًا كبيرًا، إلا أنه بعد أن تغلب الأعداء عليهم نجا بنفسه فارًا إلى الأحساء.. ثم عاد إلى الدرعية بعد أن وضعت الحرب أوزارها، وأخذ يتنقل بين أرجائها، ويشاهد كيف تبدل النعيم بؤسا، والعز ذلًا، والازدهار خرابًا. فاعتصر قلبه ألمًا لم يحتمله وفاضت قريحته، فبكى الدرعية بقصيدة شعرية «يتيمة» لم يعرف له غيرها، تذكرنا بقصيدة أبي البقاء الرندي في رثاء الأندلس، مستعرضًا ما حل بالدرعية، مبّينًا ألمه وحزنه على الذين قتلواـ فأرسلها عبرة دامية ودمعة محرقة. وقد ُعرف الوزير «أبونهية» عند الرواة، بأنه من جيل القرن الثالث عشر الهجري لارتباط قصيدته بحدث هدم الدرعية على يد إبراهيم باشا عام 1233هـ، وصدق حدس الشاعر عندما تنبأ بحكم الإمام لها وطرده للغازي، حيث حكم الإمام تركي بن عبدالله - يرحمه الله- بعد أن تمكّن من طرد الغزاة وتأسيس الدولة السعودية الثانية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store