Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

المستقبل المأمول

No Image

A A
نحيا هذه الأيام في خصام محتدم بين الحداثة والتقاليد العريقة، حيث نتطلع إلى المستقبل بشوق لا يفلس وننظر إلى الماضي بعين يملأها الحنين والأسف.. ولكن الطموح يا أخي لا يقبل القسمة على اثنين ومركبة الحداثة تتجه للأعلى فقط.. فبالرغم من التوتر الذي يتملك البعض وعن تبريراته وتحليلاته وتفسيراته لوضعنا الحالي تذكّر بأن «قصعة» العسل تتطلب منك جهدا لا بأس به وصولا للعق العسل.

لا أذكر في تاريخ تقدم الحضارات على مر العصور تغيرا يبدأ بلا تشاؤم ومقاومة ونزاع، ولكن قطعا رهبة التحول والتوجس من المجهول هما السبب في ذلك.. أربعون بالمئة من سكان المملكة اليوم ينحصرون في شريحة عمرية بين ٢٥ و٤٠ عاما، وكثير من هؤلاء «العظماء» تعودوا على أسلوب الحياة المريحة وغير المعقدة والتي وفرت لهم نجاحاتٍ سريعة بلا شقاق، وقيم مجتمعية أحادية الجنس تضع الرجل في صورة هارون الرشيد والنساء في قالب العباءة.. هؤلاء تعودوا بأن المحاولة لا تجدي نفعا وأن العلاقات الاجتماعية والوساطات بكل أغلالها هي المخرج الأسرع من ورطة التقدم.. ولا يصح التعميم بطبيعة الحال ولكن تلك القيم هي ذاتها التي توصد الباب المفضي إلى المستقبل المأمول.

التحول الوطني الذي نشهده اليوم لن ينجح بلا تعزيز لقيمة الطموح والإرادة والأمانة والصدق والإخلاص والتعاون والمشاركة والتجديد.. وتطوير عدد من المهارات الأساسية منها البحث والتحليل والاستنباط وذاتية التعلم والاكتشاف والابتكار وغيره من المهارات العصرية.. ولا ينفك أن يكون دورنا كمواطنين مسؤولين ومؤمنين أن نغرس هذه القيم في أبنائنا، ولن يتم لنا ذلك إلا بأن نكون أمثلة حية لهم يروها تمارس أمامهم من الجميع وبلا استثناء.. ففي الواقع لن ننهض ونعلو إلا بنا نحن، وهذه بالتأكيد حقيقة لا يختلف عليها الجميع.

٢٠١٨، لازلنا في أول الطريق ومازلنا نتحرى: كم من الفرص المتاحة سنرفض حتى ننجح باستيعاب القادم ونعمل له أخيرا كما يجب أن يكون؟ ماذا ننتظر؟

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store