Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سلطان عبدالعزيز العنقري

الوافدون.. والتجنس

وكأن لزاماً على بلدنا تجنيس كل من يفد إليه ؟! في حين في أمريكا التوطين والتجنيس هو فقط "للعقول "أما غيرهم فبلدانهم أولى بهم

A A
ما يدور الآن ،في شبكات التواصل وبخاصة توتير، موضوعان على جانب كبير من الأهمية وهما الوافدون وسيطرتهم على مفاصل اقتصادنا الوطني كمدراء تنفيذيين لشركات سعودية قد تكون بالاسم وخلفها وافدون من جنسيات عربية وغيرها من الأجانب جعل من هذه الشركات مظلة كبيرة للتستر، و»مافيا» يقودها أصحاب «الياقات البيضاء» المتنفذين في مؤسساتنا يأخذون قشر اللوز واللوزة كلها يأخذها الوافد أو الأجنبي .الصراخ في هذا الموضوع ارتفع ،ودرجة الحرارة وصلت إلى مرحلة الغليان بل أصيب المتسترون بالهوس، وسبق أن قلت في مقابلاتي المتلفزة أن رؤية المملكة لا يمكن أن تتحقق طالما هناك فساد وتستر و»ضلع قوي» لوافدين يتكلمون بألسنة من يدعمهم ويبطشون بأيديهم ويرفسون بأرجلهم كل مواطن سعودي يبحث عن وظيفة له في بلده، وبلد آبائه وأجداده يريد أن يتنعم بثروات بلده.

وزارة العمل أحسنت صنعاً عندما قامت بتضييق الخناق على المتسترين الذين يتباكون على تجارة فاسدة اسمها «التستر»، وجني أرباح على حساب وطن وأمنه ومواطنيه ،والذي ارتفعت فيه نسبة البطالة «المقنعة « إلى نسبة عليا وصلت إلى 12% في بلد دخل مجموعة العشرين الاقتصادية ..

الخطورة يا سادة تكمن في بروز معرفات وهمية في تويتر تقودها دول ومتسترون سعوديون لإحداث شرخ في لحمتنا الوطنية يجب التصدي لها وبكل حزم.

الدكتور علي الغفيص أعرفه جيداً بل زاملته في لجنة عليا ناقشت الوظائف والقبول في الجامعات وغيرها، بأمر سامٍ كريم ،ننعم الآن بتوصياتها منها فتح الجامعات في المدن والقرى، والتي تخطت الـ 30جامعة حكومية، بعد أن كانت جامعات تعد على أصابع اليد متركزة في المدن الرئيسة كجدة والرياض والدمام بل كانت التوصيات بفتح الجامعات في المناطق الأخرى وتحقق ذلك بل والمطارات كذلك ،مما جعل كل قرية ومدينة تنعم بما تنعم به الرياض وجدة والدمام للحد من الهجرة من الأرياف والقرى إلى تلك المدن الثلاث بقصد الدراسة أو العمل أو التنعم بالبنى التحتية من طرق ومواصلات واتصالات وشبكات مياه وصرف صحي وكهرباء وتعليم وصحة وغيرها وتحقق ذلك.

فالمملكة استفادت من ارتفاع أسعار البترول لتنفيذ توصيات تلك اللجنة العليا. نحن هنا نتحدث عن وطن يجب أن ينعم بخيراته كل مواطن من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ومن شرقه إلى غربه.

فوزير العمل وطني ومخلص ويجب أن نتكاتف معه لإرجاع البلد لأهله وليس لزمرة وافدين يتحكمون بقطاع خاص قال عليه د. غازي القصيبي يرحمه الله « أنه كالدجاجة التي تبيض ذهباً وسوف أحافظ عليه».

أما الموضوع الآخر وهو التجنس وكأن لزاماً على بلدنا تجنيس كل من يفد إليه ؟! في حين في أمريكا التوطين والتجنيس هو فقط «للعقول «أما غيرهم فبلدانهم أولى بهم، فنحن لسنا وكلاء آدم على الأرض ومن لا تعجبه أنظمتنا فليذهب إلى بلده ويتنعم بخيرات بلده ، وإذا وجد في وطنه وافداً يريد التجنس، أو أخذ وظيفة منه فليطرده من بلده فهذا حق من حقوقه.

فنحن في عصر الملك سلمان -يحفظه الله- الذي ينظر للمواطن على أنه محور التنمية، وأن خيرات الوطن يجب أن تكون للمواطن وليس غيره.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store