Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد خضر عريف

إعادة إعمار العراق

وما أشبه الليلة بالبارحة، ينعقد اجتماع الكويت فتتدفق الأموال من أشقاء العراق نجدةً له وعونًا رغم الظروف الاقتصادية الخانقة التي تعصف بالمنطقة، وفي مقدمة هؤلاء المملكة العربية السعودية التي عانت أيام رئيس الوزراء العراقي الغابر نوري المالكي صنوف الصلف والحقد والتآمر والتحالف مع عدو العرب والمسلمين إيران دون خجل أو حياء. وذلك كله لم يمنع المملكة أن تتصدر الدول المشاركة في تكاليف إعمار العراق بمليارات الدولارات

A A
الاجتماع العالمي الذي انعقد في الكويت مؤخراً وشاركت فيه دول عدة، عربية وغير عربية بغرض جمع الأموال التي يحتاجها العراق لإعادة إعمار ما دمرته الحرب فيه، عموماً، وما لحق بالموصل خصوصاً من دمار شامل نتيجة الحرب على داعش التي استمرت لأكثر من ثلاثة أعوام، هذا الاجتماع ذكَّرني بمقطع مُعبِّر جداً تداولته وسائل التواصل الاجتماعي إبان انطلاق عاصفة الحزم، ومن بعدها، إعادة الأمل لإنقاذ الشعب اليمني الشقيق من طغمة باغية وشرذمة آثمة من أذناب إيران جثمت على صدر اليمن بدعم وإمدادات فارسية حاقدة، لم تقدم لليمن إلا الدمار والخراب، وصرفت المليارات لملء ترسانة الحوثيين بالصواريخ والألغام والمقذوفات، ولم تتبرع ولو بحفنة من الدولارات على هيئة غذاء أو دواء أو لباس أو مأوى.

المقطع الذي ذكرته يصور موظف أحد البنوك في اليمن يقف بين جمع من المراجعين من اليمنيين الذين اصطفوا بانتظار فتح شبابيك الصرافين في بداية الدوام، ويسعى هذا الموظف لتنظيم الأدوار، فينادي بأعلى صوته: «من عنده تحويل من إيران يتوجه إلى شباك رقم (5)»، ويكرر النداء مراراً وتكراراً، فلا يتحرك أحد من المراجعين من مكانه، ثم لا يلبث الموظف أن ينادي بصوت مسموع: «من عنده تحويل من السعودية يتوجه إلى شباك رقم (1)، وقبل أن يتم كلامه ينطلق المراجعون جميعاً إلى شباك رقم (1)، حينها يوجه هذا الموظف كلاماً يكتب بماء الذهب لهؤلاء المراجعين وكأنه يوجهه للشعب اليمني كله فحواه: أنكم تعلمون جميعاً من يقف معكم الوقفة الأخوية الصادقة ومن يزودكم بالمال على مدى عشرات السنين ومن يستضيف أبناءكم ويسوّيهم بأبناء شعبه منذ الأزل، ومع ذلك تقفون مع إيران التي لا تصدّر لكم إلا الموت والخراب والبؤس والفقر والعار، ويصوّر المقطع بعد ذلك باحترافية عالية وجوم كل المراجعين وشحوب وجوههم وطأطأتهم لرؤوسهم بعد أن حصحص الحق.

وما أشبه الليلة بالبارحة، ينعقد اجتماع الكويت فتتدفق الأموال من أشقاء العراق نجدةً له وعونًا رغم الظروف الاقتصادية الخانقة التي تعصف بالمنطقة، وفي مقدمة هؤلاء المملكة العربية السعودية التي عانت أيام رئيس الوزراء العراقي الغابر نوري المالكي صنوف الصلف والحقد والتآمر والتحالف مع عدو العرب والمسلمين إيران دون خجل أو حياء. وذلك كله لم يمنع المملكة أن تتصدر الدول المشاركة في تكاليف إعمار العراق بمليارات الدولارات، ونقلت وسائل الإعلام وقتها أنه حين كانت هذه الأموال تتدفق على العراق من أشقائه العرب، حضر وزير خارجية إيران الاجتماع لنصف ساعة ثم ولّى الدبر، دون أن تساهم إيران ولو بدولار واحد في إعادة الإعمار، بينما تنفق إيران نفسها ما يزيد عن ستة مليارات دولار سنوياً في إعداد أذنابها من المليشيات الشيعية الطائفية الآثمة المعتدية كحزب الشيطان وعصائب أهل الباطل وما يسمى لواء أبي الفضل العباس وغيرها، وبالطبع مليشيا العار الحوثية في اليمن.

وهذه المليارات الطائلة تستخدم في دمار العراق وسورية ولبنان واليمن.. فإيران تُدمِّر، ودول الخليج والعالم العربي ودول أخرى تتعهد بإعادة الإعمار، ومع ذلك يبقى الولاء والانتماء لدى معظم شيعة العراق ولبنان وسورية واليمن لإيران، ومن العجيب في هذا الموضوع أن جزءاً مهماً من ثروة العراق النفطية كان وربما لا يزال مخصصاً للحرس الثوري الإيراني، ويُدفع لقاسم سليماني تحديداً من أيام المالكي، فمئتا ألف برميل يومياً يخصص ثمنها لقاسم سليماني، ويقدر ذلك بخمسة وعشرين مليون دولار، تقتطع من قوت الشعب العراقي لتدعم آلة التدمير الإيرانية الآثمة.

وبعد: نتمنى أن يكون العراق وشعبه قد أدركا من هو العدو ومن الصديق بعد أن قدم للعراق ثلاثون مليار دولار في اجتماع الكويت، والبقية تأتي ولا تشمل دولاراً واحداً من إيران، ومع ذلك يدين الكثير من العراقيين بالولاء للملالي والولي الفقيه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store