روى لي أحد الأقرباء أنه في مجلس الأمير فيصل بن سلمان في المدينة قبل أسبوعين، وبعد سؤال سموه لمعالي الدكتور حاتم المرزوقي مدير الجامعة الإسلامية عن آخر أخبار الجامعة، أجاب قائلاً: بحمدالله وتوفيقه خطت الجامعة خطوات في تطوير مجالات الجامعة التخصصية وذلك بربطها بإحدى الجامعات الأمريكية (جامعة كولورادو) في مجالات أربعة مواكبة لعصر الثورة الصناعية الرابعة وهي:
1- أمن المعلومات Cyber Security
2- انترنت الأشياء Internet of Things
3- البيانات الضخمة Big Data
4- الواقع المُعَزَّز Augmented Reality.
وذكر أيضاً أن الجامعة قطعت شوطاً في التعليم عن بعد وأنشأت ثلاثة استديوهات ضمنها عمل استوديو لتعليم اللغة العربية والدراسات الإسلامية تمكن الطلبة من التسجيل في برامج الجامعة من بلادهم دون الحاجة لتكبد عناء السفر والمجيء إلى مقر الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وذلك يخولهم الحصول على الشهادة من الجامعة، انتهى. هذه الرواية أو هذا الخبر أدخل السرور إلى نفسي وربما العديدين لأنه يطمئن بأن الإدارة العليا في الجامعة الإسلامية وربما بعض الجامعات الأخرى أخذت تستشرف المستقبل وتعد نفسها بكل قوة لتحقيق أهداف التعليم العالي في بلادنا وهذا ينعكس إيجاباً على إعداد الكوادر المؤهلة لخدمة مجتمعهم ويحميهم من البطالة التي ساهمت بعض التخصصات في الجامعات في تكريسها. هذا التحول اللافت في وظيفة الجامعة الإسلامية وربما نلمسه أيضاً عما قريب في بقية الجامعات يضعنا على المحك للخوض قدماً (الآن الآن وليس غداً) في المزيد من التطلعات لاستشراف المستقبل المنسجم مع رؤية البلاد 2030 لسباق الزمن قبل أن يتجاوزنا.
كانت الجامعات في العقود السابقة تهتم باستحداث التخصصات العلمية والتطبيقية بعد أن طغت النظرية عليها وكانت تحرص على استيعاب الجامعة لأكبر عدد من الطلاب والطالبات للقبول فيها، في الوقت الذي تسعى إلى تطهيرها من بعض التيارات الفكرية التي سيطرت على الجامعات تحت مظلة محاربة الشيوعية واليسارية قبل خمسة عقود ثم العلمانية فيما بعد ومكثت الجامعات تحاول إستعادة مكانتها ورسالتها العلمية بعد أن أُختُطِفَت على يد هؤلاء وأحدثوا من الأضرار ما الله به عليم، واليوم تقف الجامعات السعودية على مرحلة أعتاب جديدة ظهرت بوادرها في المدينة المنورة ونبارك لهم هذا السبق، ونكمل فيما بعد عما هو مطلوب من المؤسسات التعليمية المختلفة لتحديات المرحلة القادمة.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
