Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله فراج الشريف

مصالح الدول الضارة بدولٍ أخرى.. غير معتبرة!

A A
إن الدول كلها في عالم اليوم تبحث عن مصالحها، وتسعى جاهدة لتحقيقها، ولاشك أن هذه المصالح -في واقعها- مصالح للشعوب، فالدولة التي تسعى لتحقيق ما تتوهَّم أنه مصلحة، وهو ضار بشعبها، إنما تصنع العداء لها من داخلها، ولكن حقيقة العالم اليوم بالنسبة لمصالح الدول -في كثير من الأحيان- يتوَّهم الساسة في بعض دول العالم أن المصالح السياسية- وإن أضرَّت بشعبها- مطلوبة، ولعلَّ في دولٍ كإسرائيل مثلاً، أو كوريا الشمالية، تظن أن الإضرار بشعبها عن طريق تكثير العداء له عبر العالم، هو الطريق الأمثل للقوة، ولتحقيق مصالح لها موهومة، لأن ما تُربِّي به عداوات لها في محطيها، حتماً ليس في مصلحة شعبها، بل ضرره عليه كبير، ولهذا مهما ظنَّت هذه الدول أنها تحقق لها قوة تهابها بها الدول، هي في النهاية ما سيقضي عليها حتماً، وقد تظن أن تأخُّر ذلك يعني نجاتها دائماً، فلتتذكَّر هذه الدول ما نشرته دول المحور الألماني الإيطالي في الحربين العالميتين من الكراهية لهما في محيطهما، قضى على الدولتين، وعرَّضهما لأبشع الهزائم، وكثير من الدول الغربية مُنيت بالهزائم، عندما تصوَّرت أن الإضرار بالشعوب التي استعمرتها، بالحصول على ثرواتها وظلم شعوبها، ستؤدي إلى قوّتها، ولكن الحال المُشَاهَد أن أحوالها تدهورت، وأصبحت كأحاد الدول، رغم أنها أيام الاستعمار كانت دولة عظمى لا تغيب الشمس عن أملاكها، واليوم لنا مثل في منطقتنا نضرب به المثل، وهي قطر كدولة غنية، كان من الممكن أن تصنع لها الثروة مكانة عالمية، ولكنها تصوَّرت أن الإضرار بجيرانها، وبكثير من الدول في منطقتها، هو ما سيجعل منها دولة عظمى تهابها باقي الدول، وهو ما أضر بها كثيراً، ولم يُحقِّق لها ما تسعى إليه من السيطرة على عالمنا العربي، فكل الدول التي ظنَّت أن الإضرار بشعوبٍ أخرى طريقاً للوصول إلى أن تهابها الدول الأخرى، آلت جهودها إلى الفشل، ولعل بعضها اليوم أصبحت دولاً ضعيفة، لا تأبه لها أقل دول العالم شأناً، صحيح أن دولاً دخلت الحرب العالمية مرَّتين، وخرجت منهما قوية، هي اليوم تُصارع للاحتفاظ بقوة حصلت عليها بضم جهودها إلى بعضها، وأخضعت العالم لسياساتٍ هي اليوم في طريقها للانقراض، وهي الدول الخمس المهيمنة على مجلس الأمن اليوم، ولكنها رغم ذلك تعاني ضعفاً تجاه دول العالم الأقل حظاً في السياسة العالمية، وسنرى هزائمها قريباً تتوالى، وتتقدَّم دول أخرى، هي اليوم تصنع سياسات يُقدِّرها العالم، وأن هذا ليس ببعيد أبداً.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store