Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

حسان بن ثابت يعود إلى سلطانة!

ضمير متكلم

A A
* (إغلاق «طريق سُلْطَانة بالمدينة المنورة»، الذي يبلغ طوله «4,5 كم»؛ وذلك من أجل تطويره وإعادة تأهيله، وهذا يأتي ضمن (مشاريع أَنْسنَة المدينة) التي تَتِـمّ بدعم ورعاية سمو أمير المنطقة (الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز)، والتي هـدفها تعزيز التنمية، والتّلاؤم بين الإنسان ومدينته صحياً واجتماعياً وحضارياً؛ وكذا التعريف بثقافة المدينة...) هذا الخبر نقلته وسائل الإعلام قبل أيام.

* وهنا ولأني من المؤمنين جداً وأبداً بأن (حبيبتي المدينة النبوية) هي عاصمة النور والثقافة والفَـرح، وهي المدرسة الأولى والـثّريّة في مختلف جوانب الحضارة والثقافة، دعـوني أرسم في ذاكرتي صورة لما سيصبح عليه (طريق سُلْطانه) بعد تطويره.

* ففي هذه اللحظات أغمضْـتُ عَـيْـنِي وتخيلتُ (ذلك الـطريق) وهو للـمشاة فقط، وقـد أُعِـيدَتْ صِياغةُ واجهة مبانـيْه لِـتُحاكي المدينة القديمة، حيث أصبح وأمسى (شَـارعاً للـثّـقَافَـة والسّـعَادة)، حيث أرى فيه الآن شَـاشة جِدارية إلكترونية عملاقة تعرض أفـلاماً بانورامِـيّة وصوراً عن تاريخ مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم وموروثها الثقافي والإنساني عبر العصور المتعاقبة، وما قدمته لها المملكة من عطاءات ومشروعات.

* أيضاً أشاهد هناك (أَكْـشَاكَاً للقراءة) فيها تُـتَاح قراءة الكُتُـب مجاناً للكبار والصغار، مع إمكانية تحميل تلك المؤلفات المختارة إلكترونياً للمهتمين عبر أجهزة مخصصة لذلك، وبجوار تلك الأكْـشاك مكتبات تبيع الكتب الورقية والإلكترونية والسمعية بأسعار رمزية!

* أيضاً في ذلك الشارع الثقافي يبدو المسرح المكشوف الذي يُـقدم في الإجازات الأسبوعية والدّورية والليالي الرمضانية برامج ثقافية متنوعة تخاطب مختلف أطياف مجتمع المدينة وزوارها، فهذه دورات تدريبية لتطوير الذات والقدرات الفردية والمجتمعية، وتلك أمسيات شعرية تستعيد ذكريات «حسان بن ثابت رضي الله عنه»، ومن جاء بعده من شعراء طيبة الطيبة، إضافة للشعر العالمي الذي يؤكد أن المدينة هي الأنموذج الصادق للتعايش بين المسلمين، وهناك القصة القصيرة، والمحاضرات والندوات والحوارات والمسابقات التفاعلية!.

* (طريق سلطانه الثقافي) الذي أتخيله يتميز بأنه صـديق أصيلٌ وأمين لـ(ذوي الاحتياجات أو القدرات الخاصة) سواءً في تصميمه أو فعالياته المقدمة التي لا تنساهم في كل تفاصيلها، كما أنه يحتضنُ (ركن الإبداع) الذي يعرض إبداعات وابتكارات شباب وفتيات المدينة ومبادراتهم العلمية والاجتماعية والثقافية، وكذا (رُكـن الأطفال المُـسمَّى بـ»عُمَـيـر») الذي يقدم كل ما من شأنه تعزيز ثقافة وقِـيَم الطفل؛ مستخدماً كُـلّ الوسائل العصرية، كما يشتمل ذلك (الطريق الثقافي) على زوايا للخطّ والرسم والفنون المختلفة.

* (وطريق سلطانة) الذي رسمته في ذاكرتي فيه المَـنَصّة التوعوية (قِـيَـم) التي تتحدث عن قِـيم المجتمع المديني، محاولة التكريس لها، وإعادة إحياء ما غاب منها، مستفيدة من كل الأدوات التقليدية والحديثة.

* أخيراً (طريق سلطانة الثقافي) الذي سَـكَن خيالي أصبح مكاناً للسَّعَـادة وقِـبـلَة لأهل المدينة وضيوفها من الزوار والحجاج والمعتمرين؛ لما أنّ برامجه دائمة وناجحة وتتكلم بعدة لغات، وفي كل المناسبات الدينية والوطنية والإبداعية، فهل تتحقق تلك الرؤية على أرض الواقع؟.. أرى الأمر جِدُّ يَـسِيْـرٍ إذا تَبَنّتْهُ (هيئة تطوير المدينة المنورة)، وهي المهتمة بـ(مشروع أَنْسَنَة مدينة البهاء والنور)، وللقائمين عليها كلّ التقدير.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store