Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سلطان عبدالعزيز العنقري

خيانة الأوطان

البعض قد يؤمن بنظرية المؤامرة، وأنا واحد منهم، ولكن تلك النظرية لا يمكن أن يكتب لها النجاح بدون وجود عميل وخائن لديه مركّب نقص واضطراب في شخصيته تجعله يضحي بوطنه وشعبه لكي يتربع على كرسي مصنوع من جماجم شعبه

A A
ما نشاهده خلال العقود الماضية على ساحتنا العربية من خيانات من قبل بعض الأنظمة يقول بالفعل أن شعوباً تحتضن البعض من العملاء الذين لا همَّ لهم إلا الجلوس على كراسي السلطة بأي ثمن كان، وحتى لو استعان أحدهم بالشيطان وأباد شعبه بالبراميل المتفجرة وبالأسلحة المحرمة، هذا مثال واحد للخيانة للأوطان.

المثال الآخر للخيانة هو تسخير مقدرات وإمكانات وثروات الشعوب في دعم الجماعات الإرهابية، والتدخل في شؤون الغير، ودعم أنظمة وتغيير أنظمة، والتفنن في حبك المؤامرات وإثارة النزعات المذهبية أو العرقية أو القبلية أو غيرها. المثال الثالث للخيانة يتمثل في أن يكون النظام بأكمله طابوراً خامساً ينفذ أجندات الغرب والشرق ويجعل عالمنا العربي يُستنزف اقتصادياً حتى يصرفه عن تنمية وطنه وبقية الأوطان العربية، وليصبح عالمنا العربي محطة تجارب للأسلحة، وكأن الشعوب العربية بالفعل معامل تجارب تستخدم فيها فئران وليس بشراً خلقهم الله ليعمروا الكون ويعيشوا حياة هانئة كريمة.

نحن هنا عندما نتكلم عن الخيانة وهذه الفوضى التي تعيشها العديد من البلدان العربية فذلك قد بدأ منذ أتى الهالك الخميني للسلطة عام 1979 وإلى وقتنا الحاضر والكثير من الثروات الطبيعية تستنزف، وأصبحت العديد من البلدان العربية سوق سلاح.. البعض قد يؤمن بنظرية المؤامرة، وأنا واحد منهم، ولكن تلك النظرية لا يمكن أن يكتب لها النجاح بدون وجود عميل وخائن لديه مركّب نقص واضطراب في شخصيته تجعله يضحي بوطنه وشعبه لكي يتربع على كرسي مصنوع من جماجم شعبه

. هل الخيانة مفروضة على العرب من غرب أو شرق؟! الإجابة بالنفي بل البعض يصبح خائناً وأداة بيد الغرب والشرق والسبب هذا الكرسي الذي جعل منه خائناً وعميلاً؟!، الخيانة يا سادة لا يمكن أن تجد لها موطئ قدم مع مواطن صالح ينظر إلى وطنه على أنه بيته الكبير الذي يجب أن يحافظ عليه ويبذل الغالي والنفيس للدفاع عنه. الخيانة لم تكن في يوم من الأيام مرضاً معدياً ينتقل من الغرب والشرق إلى عالمنا العربي. الخيانة يصنعها خونة جعلوا من أنفسهم مطية كلٌ يركب عليها. والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا الغرب ينعم بالرفاهية والتحضر والعيش في رغد وأمن وأمان؟! والإجابة بكل بساطة أن شعوبهم منهمكة بالتعلم والبحث العلمي والابتكارات والاختراعات وتنمية أوطانهم بعيداً عن السياسة وألاعيبها وقذارتها.

الغرب نجح في بث شائعات الحقد والكراهية في عالمنا العربي وصدقها البعض وانطلت عليه من أسلحة صدَّام النووية إلى وضع خارطة جديدة للشرق الأوسط، إلى غيرها من الشائعات.. تلك الشائعات من أخطر أنواع الشائعات، كما يراها علماء النفس، والتي أصبحت الآن تدار وتنشر من خلال معرِّفات وهمية على شبكات التواصل، أبطالها أجهزة استخبارات وأفراد وجماعات إرهابية وعصابات إجرامية مستغلة إعلاماً حراً منفلتاً لا يمكن ضبطه إلا بقوانين صارمة.

نخلص إلى القول إن الخونة عاشقي الكراسي والمناصب والأضواء يجب أن لا يكون لهم مكان. فالخيانة يتم صنعها ولا يمكن أن تُفرض فرضاً.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store