Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

رواتب موظفي الشركات.. يا صبر أيوب!!

A A
من حينٍ لآخر، وما بين الحين والحين فترات قريبة لا بعيدة، أقرأ وأسمع عن مشكلة تأخير بعض الشركات لرواتب موظّفيها، ولعلّ آخرها تأخير الشركة المُشغِّلة لقطار المشاعر المقدّسة في مكّة المكرّمة لرواتب ٦٠٠٠ موظّف، لا لمدّة شهر أو اثنين أو ثلاثة، بل لمدّة ٦ أشهر!.

ويا أمان من تأخّرت عنهم رواتبهم في كلّ مكان وكلّ زمان، وهم لا يملكون في حياتهم وحياة أهليهم وذرياتهم ما يُعيلها ويُقيم أركانها الأساسية لا الكمالية سوى الرواتب!.

وتعاطينا نحن مع هذه المشكلة هو للأسف تعاطي قاصر، ويحتاج للإصلاح العاجل والشامل، فكثير من الشركات تستحوذ على الكثير من عقود الأعمال الضخمة، مع العديد من الجهات الحكومية أو الأهلية، بينما لا ترتكز على احتياط مالي ذاتي وقوي يُتيح لها ويضمن لموظّفيها صرف رواتبهم كاملةً ودون تأخير، ودون الاعتماد الكلّي على دفعات العقود المصروفة لها من الجهات، وهذا من المعايير النموذجية لتأهيل وتصنيف الشركات، وأراه مُتحقِّقاً بصفة أفضل بكثير عند الشركات الأجنبية لا السعودية!.

وفي الوقت نفسه تُؤخّر كثير من الجهات صرف مستخلصات شركاتها، وبعضها يتعسّف في الصرف، ولا يُسدّد ولا يُقارِب، ويعامل الشركات وكأنّها جسم غريب عنه ومنافس لدود لا شريك كامل في عقود تصبّ كلّها في الأخير في وعاء تنمية البلد، وقد تُوقِف تلك الجهات الصرف لأجلٍ غير مُسمّى لأيّ سبب، رئيساً كان أم ثانوياً!.

باختصار: إنّها دورة مالية بين الجهات والشركات وموظّفي الشركات، ولو كانت دورة مُنظّمة جيداً، ومُصانة جيداً، وفيها من القسطاس المستقيم ما يكفي، لما يحصل التأخير في صرف رواتب موظّفي الشركات، الذين هم الحلقة الأضعف في الدورة، والأجير الذي يعرق أكثر في اليوم الواحد، ويجفّ عرقه ثلاثين مرّة في الشهر الواحد، ومع ذلك لا يُعطى أجره بالشهور، أعانه الله وألهمه صبر أيوب!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store