Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله فراج الشريف

إعلامنا الخارجي.. هل يعاني ضعفًا؟!

A A
نحن ولا شك نحتاج إلى تطوير إعلامنا الخارجي، وبلغات مختلفة، في هذا العصر الذي تزايدت فيه الحروب الإعلامية في الساحة الدولية، وفي منطقتنا الخليجية نشط المال الملوث في شراء الذمم في السوق الإعلامية العالمية، حتى إننا أصبحنا نرى وسائل إعلام في شتى دول العالم كان لها في الماضي مصداقية، وتسير على مبادئ في النشر معلومة، أصبحت تتخلى عنها عبر العاملين فيها، الذين بدؤوا التخلي عن مناهجها ومبادئها، إذا قدّم لهم وفير المال، وأصبحت حيدة وموضوعية كثير من وسائل الإعلام في الغرب والشرق من حفريات الماضي، ذلك أن الذي ساد اليوم في العالم كله هو الإعلام الموجّه، الذي يخطط به للنيل من الثقافات والحضارات والأديان وغير ذلك، للنيل من شعوب وحكومات حول العالم، وأصبحت الأساليب التي عفا عليها الزمن في عهود الاستعمار تعود اليوم إلى الساحة بصورة أسوأ، حيث تُغتال المبادئ والقيم لتُحوَّل إلى أداة هجوم في معارك إعلامية متدنية، فحقوق الإنسان أصبحت عاملًا للنيل من الخصوم السياسيين دولًا وجماعات، فينسب إلى دول أنها تنتهك تلك الحقوق لمجرد أنها لا توافق على سياسات، تطالبها قوى عالمية أن تنضم إليها في تحقيقها على الواقع في أجزاء مختلفة من العالم، فحرية التعبير كأحد الحقوق الإنسانية المهمة في حياة البشر تتهم دول بإهدارها فقط؛ لأنها لا توافق مثلًا على أفعال أو مقررات دولية تغتصب حقوق الآخرين، فمعارضة انتهاكات دولة صهيون في عالمنا العربي سبب رئيس فيما تتهم به كثير من دولنا في قضايا كحقوق الإنسان، أنها تعطل حقوق الإنسان لمجرد أنها لا تسمح بأن تنتهك حقوق الفلسطينيين، وكم خطط لهجمات إعلامية على دولنا بسبب ذلك، بل إن مواجهة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بدعاوى انتهاك حقوق الإنسان- لم تنقطع عبر الزمن منذ عام 1948م وحتى اليوم، ثم إن هناك الكثير مما هو مبادئ أصيلة في الأديان يلتزم بها مثلًا المسلمون، كعقوبة القصاص لقاتل النفس العمد سببًا للهجوم على الإسلام والمسلمين زمنًا طويلًا، وكل هذا لا نجد لدينا خططًا إعلامية محكمة للتعامل معه خارجيًّا، وبصورة علمية تدرأ عنا أخطار حروب إعلامية موجهة باستمرار لنا، فإلى متى يستمر هذا ونحن عاجزون عن صد كل هذه الحملات؟!.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store