Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

وأخيراً .. انخفض الإيجار

A A
لايخفى على من يسير في بعض طرقات بعض المدن انتشار عدد من لوحات ( للإيجار) أو (للتقبيل) على واجهات المباني والمحلات التجارية، وقد أدى انتشار هذه اللوحات إلى انخفاضات في بعض أسعار الإيجارات في المساكن والمحلات التجارية، وقد نشرت صحيفة مكة بالأمس تقريراً عن 6 عوامل أجبرت ملاك تلك الوحدات السكنية والمحلات التجارية على خفض الإيجارات ومنها انتشار مشاريع الإسكان والتي استقطبت عدداً من باحثي السكن وأصبحت هدف مستحقي السكن، وارتفاع عرض الوحدات السكنية، كما ساهمت الرسوم المفروضة على المقيمين في خروج عدد من المقيمين وإخلاء الوحدات، كما أن انخفاض أسعار العقارات بشكل عام وبعض الأراضي بشكل خاص مكّن البعض من شراء مساكن لهم بدلاً من الإيجار مما ساهم في خفض الإيجارات، إضافة إلى ارتفاع أسعار المياه والكهرباء والتي عمد بعض المستثمرين في تحويلها على المستأجر مقابل خفض الإيجار إضافة إلى برنامج إيجار والذي حصر العقارات وأسعارها في مكان واحد مما خلق منافسة بين المستثمرين.

يؤكد المختصون في الشأن العقاري بأن البلاد تشهد تصحيحاً لمسار أسعار العقار بعد أن واصل بعضها ارتفاعاتها الخيالية في كثير من المناطق خلال السنوات الماضية مشيرين بأن متوسط الانخفاض كان في حدود 6 آلاف ريال على الوحدات والمحلات التجارية نظراً لسعي كثير من المستثمرين والملاك التمسك بالمستأجر القديم ولو بأسعار أقل بدلاً من وجود وحدات شاغرة في المجمع السكني أو التجاري خصوصاً في ظل وفرة عدد المعروض مقابل الطلب، في حين ذكر خبر نشر في صحيفة المدينة بالأمس بأن انخفاض الإيجارات في مدينة الطائف وصل إلى 30% وهي ظاهرة لم تحصل منذ سنوات عدة مما يعود بالنفع على المستهلكين كما يساهم في إغلاق المحلات العشوائية التي انتشرت وكانت بؤرة للتستر وأضرت بالاقتصاد الوطني .

أتمنى أن يساهم هذا الانخفاض في أسعار الإيجارات في تشجيع شباب الوطن على إطلاق مشاريعهم الصغيرة وإقبالهم على التجارة في ظل تسهيل الإجراءات والقرارات التي تمكن الشباب من البدء في أنشطتهم التجارية، كما تساهم في إقبالهم على الزواج وتكوين أسرة مستقرة بعد أن حالت أسعار الإيجارات المرتفعة دون تحقيق هذا الهدف لكثير من شباب وشابات الوطن.

انخفاض الإيجارات مؤشر واضح لانخفاض أسعار العقارات بشكل عام والذي تؤكده العديد من التقارير والدراسات الاقتصادية والمالية ويأتي هذا كله في إطار الجهود التي تبذلها العديد من الجهات الحكومية وفي مقدمتها وزارة الإسكان لتصحيح مسار العقار في الوطن ليعود إلى وضعه الطبيعي بعد أن وصل إلى ارتفاعات خيالية أدت إلى تشويه صورة العقار وأضرت بالاقتصاد الوطني وخلقت العديد من المشاكل الاجتماعية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store