Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالعزيز حسين الصويغ

مراحل الحُب ..

A A
الحب عند أفلاطون درجات، أدناها الحب الجسدي الذي يتيح للإنسان شيئاً من الخلود عن طريق ذريته، إذ يحل أولاده محله، فيخلد وجوده الفاني إلى حين. ويلي ذلك الحب الروحي، يعشق فيه المحب نفس المحبوب وهو أرفع من حب الجسد وأكثر خلوداً، إذ يلقن فيه الحب محبوبه خصال الفضيلة والحكمة، تلك الخصال التي يغرسها المحبوب بدوره في معشوقه، وبذلك تكون لهذا الحب الروحي ذرية كذرية الحب الجسدي المادى، إلا أنها أكثر منها قيمة وجمالاً.

***

وأعلى درجات الحب هو ما يُوصف بالحب الأفلاطوني الذي يرقي فيه العقل فوق العالم الحسي ويرتفع عن العالم الروحي المقيد بالأشخاص والناس إلى عالم الجمال المطلق أو عالم المثال. وهذا الحب عند أفلاطون، كما يؤكد د. شوقي ضيف، هو الغاية التي ليس وراءها غاية. والحب هنا مرحلة لا يصل إليها الفرد إلا بعد أن يتجاوز المُحب ذاته ولا يبقي إلا ذات المُحب، ويحبه محبة تملك عليه نفسه، حتى لا يستطيع عنه حولاً.

***

ويبقى أبلغ من صور درجات أو مراحل الحب هو التصوير الذي وضعه أمير الشعراء أحمد شوقي عندما قال «نظرة فابتسامة فسلام فكلام فموعد فلقاء». فقد جعل الحب ست مراحل وضعها في بيت شعري واحد :

(1) نظرة، (2) فابتسامة، (3) فسلام، (4) فكلام، (5) فموعـد، (6) فَـلِقاءَ.

#نافذة:

كلُّ الحوادثِ مبدأُها من النظر

ومُعظَمُ النارِ مِنْ مُستَصْغرِ الشَرِرِ

كْم نظرةٍ فعلتْ في قلب صاحبها

فِعْلَ السهامِ بلا قوسٍ ولا وتـرِ

والمرءُ ما دامَ ذا عينٍ يُقَـلِبُها

في أَعينِ الغِيرِ موقوفٌ على خَطرِ

يَسرُّ مُقلَتَهُ ما ضرَّ مُهجَـتَهُ

لا مرحباً بسرورِ عادَ بالضـررِ

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store