Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

الحروف الندية في وصف الأوامر الملكية

الحبر الأصفر

A A
يَخلط نَاسٌ كَثير، وأَنَا مِنهم، بَين الأَمْر المَلكِي، والأَمْر السَّامي، والمَرسوم المَلكِي، والتَّوجيه المَلكِي، وقَرَارَات مَجلس الوزرَاء.. ونَظراً لأنَّ دَائِرة الجَهل عِندي كَبيرة، فأَنَا أُحَاول تَصغيرهَا؛ بالبَحث والسُّؤَال والتَّحرِّي، حَيثُ أَسأَل هَذا المُختَص أَو ذَاك، عَن هَذه المَعلومَة أَو تِلك، وغَالباً -ولله الحَمد- أَجد الجَوَاب..!

وقَبل أَيَّام، سَألتُ صَديقي المُستشَار القَانوني، والكَاتِب العُكَاظِي، الدّكتور «محمد المقصودي»، عَبر «الوَاتس أَب»، عَن الفَرق بَين تِلك الأَوَامِر والقَرَارَات، فتَكرَّم عَليَّ بالإجَابَة المُختَصَرَة، الوَافية، حَيثُ قَال:

1- الأَمْر المَلكي: هو أَعلَى الأدوَات التَّنظيميَّة للإدَارة فِي المَملكَة، وأَكثرهَا قوّة ومَكَانَة، إذْ إنَّه وَثيقَة رَسميَّة ومَكتوبَة، تَنُم عَن إرَادة المَلك المُبَاشرة والمُنفردَة، والأَوَامر المَلكيّة، لَها صِيغة مُعيّنة، وتَحمل تَوقيع المَلك، ليُمكن تَمييزها عَن بَاقِي الأَدوَات التَّنظيميَّة.. وتَوقيع المَلك يَتم بصِفتهِ ملكاً للدَّولَة، ولَيس لكَونه رَئيساً لمَجلس الوزرَاء فَقط، ومِثَال لذَلك إصدَار الأَنظمَة الرَّئيسيَّة مِثل: نَظام هَيئة البَيعَة، وتَعيين الوزرَاء، وأُمرَاء المَنَاطِق، والقُضَاة والنِّيَابَة العَامَّة، وأَعضَاء المَجَالِس المُتخصِّصة.

2- الأَمْر السَّامِي: هو وَثيقَة مَكتوبَة، لَيس لَه شَكلٌ خَاص، أَو صِيغَة مُعيّنَة، وتَحمل هَذه الوَثيقَة تَوقيع المَلِك، ولَكن بصِفتهِ رَئيساً لمَجلس الوزرَاء، ويُمكن أَن يَصدر مِن جِهة نَّائِبه، بوَصفه نَائب رَئيس مَجلس الوزرَاء، ويَتعلَّق الأَمر السَّامي بقَرار؛ مِن شَأنه تَحقيق مَصَالح المُواطِنين.. ويُعد قَرَار السَّمَاح للمَرأَة بقيَادة السّيَّارة، مِثَالاً وَاضِحاً لشَرح وتَمييز وتَفسير الأَمْر السَّامِي.

3- المَرسُوم المَلكي: هو وَثيقَة رَسميَّة مَكتوبَة ومُحرَّرة، لَهَا شَكل وصِيغَة مُعيّنة، ويَحمل المَرسوم المَلكي تَوقيع المَلك، وذَلك بصِفتهِ رَئيساً لمَجلس الوزرَاء، وتَأتي لتُعبِّر عَن مُوَافقة المَلك عَلَى أَحَد المَوضوعَات، التي عُرِضَت -مِن قَبْل- عَلَى مَجلس الوزرَاء ومَجلس الشُّورَى، وكَان لكُلِّ مِنهمَا رَأي وقَرَار فِي هَذا المَوضُوع، وعَادةً مَا يَصدر المَرسُوم المَلكي؛ للمُوَافَقَة عَلَى مَشروع قَانون، أَو نِظَام جَديد، أَو مُعَاهَدَة أَو اتِّفَاقيَّة دَوليَّة، ويُصدِّق عَليهِ المَلك، ليَسري ويَدخُل حَيّز التَّنفيذ، ويَأخذ طَابع الرَّسميَّة.

4- التَّوجيه المَلكي: هو تَوجيه مِن المَلك يُصدره -حَفظه الله- لمُتَابعة أَمر مَا، ولَيس لَه صِيغَة مُحدَّدة، وقَد يَكون شَفهيًّا أَو كِتَابيًّا، ولَكن الدِّيوان المَلكي يَختص؛ بمُهمّة تَبليغه للجِهَات المُختصَّة تَحريريًّا، وذَلك لتَنفيذه، بُناءً عَلَى تَوجيهَات المَلك، ويَصدر التَّوجيه المَلكي مَثلاً: لمُتَابعة أمُور مُعيّنة خَاصَّة بالمُواطنين، دَاخِل المَملكَة، ويُمكن أَنْ يَصدر لمُتَابعة الأَنشِطَة والأَجهِزَة الإدَاريَّة بالدَّولَة، ومِثَاله: تَوجيه المَلك بضَرورة التزَام الجِهَات الحكُوميَّة؛ بالرَّد عَلَى مَا يَرِد عَليهَا مِن مُلَاحظَات مِن قِبَل وَسَائِل الإعلَام..!

5- قَرَارَات مَجلس الوزرَاء: وهى قَرَارَات مَكتوبَة، ولَهَا صِيغَة دستُوريَّة وتَنفيذيَّة وتَنظيميَّة، للتَّعبير عَن رَغبَة أَو إرَادَة رَئيس مَجلِس الوزرَاء، ويُمكن أَنْ تَحمل تَوقيعه هو؛ أَو نائبه، وذَلك بوَصفه نائباً لرَئيس مَجلس الوزرَاء، وعَادةً مَا تَصدر هَذه القرَارَات؛ بَعد الاجتمَاع الأُسبوعي للمَجلِس.. انتهى!

حَسناً.. مَاذا بَقي؟!

بَقي القَول: أَعلَم أَنَّ خَلق كَثير -غَيري- لَا يَعرفون الفَرق بَين الخَمسة الأَوَامر السَّابِقَة، ولَكن الفَرق بَيني وبَينهم، هو الشَّجَاعَة، فأَنَا شُجَاع وأَعتَرف بجَهلي، بَينمَا أَكثَر النَّاس يُحاول أَنْ يَستر جَهله، بعَدَم البَحث عَن المَعلومَة، أَو طَرْح الأَسئِلَة حَولهَا..!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store