Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

بدأت بذاتي وأصبحت نباتي!!

الحبر الأصفر

A A
قَبْل أَيَّام، نَشَرَت الصُّحف المَحليَّة خَبراً طَريفاً يَقول: (السّعوديَّة فِي المَرتبَة الـ (12)؛ استِهلَاكاً للّحوم).. لَن أُمَارس -كَمَا يُقال دَائِماً- جَلْد الذَّات وأَقول: لَيتنَا نُحقِّق مِثل هَذا المَركَز فِي البَحْث العِلْمِي، أَو فِي المَجَالَات الفِكريَّة أَو الرِّيَاضيَّة، ولَكنِّي سأَقول: إنَّني بَدَأْتُ بنَفسي، وأَعلَنتُ -مُنذ مَطلع العَام المِيلَادي الجَديد- انضَمَامي إلَى قَبيلة النَّبَاتيِّين، ولَا أُخفيكم أَنَّني سَعدتُ -كَثيراً- بانضِمَامي لهَذه القَبيلَة، لأنَّني بَدَأتُ بالإصلَاح بنَفسي، وكَان مِن مَزَايَا هَذا التَّحوُّل الخَطير، فَوائِد كَثيرَة، أَوّلها: أَنَّني تَجنَّبتُ الصِّرَاعَات الحيَوانيَّة المُستمرَّة، التي تَتمثَّل فِي جنُون البَقر، وحُمَّى الخرُوف المُتصدِّع، وانفلوَنزَا الطّيور، وانفلوَنزَا الخَنَازير، وبَواسير السَّمك، فكُلّ هَذه الأَمرَاض لَم تَعُد تَعنيني، لأنَّها بَعيدَة عَن مَعدَتي..!

ثَانياً: عِندَمَا تَحوَّلتُ إلَى النَّبَات، قَلَّت مَصَاريفي، لأنَّكم تَعرفون أَنَّ السَّمك غَالي الثَّمَن، والحَمَام مِثله فِي الغَلَاء، ولَحم الحَاشي لَا يَتوفَّر إلَّا بصعُوبَة، لِذَلك زَادَت مِيزَانيّتي، وقَلَّت مَصَاريفي..!

ثَالثاً: أَقرَأ أَحيَاناً بَعض الأَخبَار فِي الصُّحف تَقول: إنَّ هَذا المَطعَم أَو ذَاك، يُقدِّم لَحمَ حَمير، أَو لَحمَ قِطَط، أَو دَجَاجاً فَاسِداً، ولَكنَّني بَعد أَنْ صِرتُ نَبَاتيًّا، أَصبَحتُ لَا تَعنِيني مِثل هَذه الأخبَار..!

رَابِعاً: بصِفتي مُحَافِظاً عَلَى الصَّلَاة والوضُوء، لَم أَعُد أُركِّز -كَثيراً- عَلى نُوع اللَّحم الذي آكله، خَاصَّةً فِي القَصيم، وأَعنِي بِهِ لَحم الإبل، الذي يَرَى أَكثَر الفُقهَاء؛ وجُوب الوضُوء بَعد أَكله..!

خَامِساً: إذَا رِكبتُ الطَّائِرَة أَصبَحتُ مُميَّزاً، لأنَّ أَصحَاب الضِّيَافَة الجَويَّة يَسأَلونَني: هَل أَنتَ نَبَاتِي؟، أَقول لَهم: نَعم، فيُقدِّمون الوَجبَة قَبْل النَّاس، وبصِفةٍ خَاصَّة..!

حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!

بَقي القَول: إنَّ النَّبَاتيَّة أَغلقت عَلَيَّ بَاباً كَبيراً، كَان أَصحَاب الهِيَاط يُحبّون أَنْ يَفتَحوه، وأَعنِي بِهِ؛ أَنَّ بَعضهم كَان يَتفَاخَر ويَقول: جَاءَني «أحمد» اليَوم، وذَبَحتُ لَه خَروفاً.. لأنَّ هَذَا الهِيَاط غَير مَقبول، ولَا يُصدِّقه أَحَد، لأنَّ المَذكور أَو المَعزُوم؛ لَم يَعُد يَأكل لَا المَندِي المُنتَظَر، ولَا التِّيس المُعتَبَر..!!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store