Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمود إبراهيم الدوعان

الحذر من الوعود الخادعة لشركات الوهم!!

تُروِّج العديد من الشركات الدعائية للعملة الرقمية (البيتكوين)، والتي تديرها شركات خاصة لا تخضع لأنظمة وقوانين المملكة وأجهزتها الرقابية، بحيث يكون ظاهرها الكسب السريع للأموال وتضخيمها خلال أسابيع أو بضعة أشهر، ولكنها غالبا تعطي فرصة وهمية بالكسب السريع، ثم بعد مدة تحدث الانهيارات للأسواق ويفقد المنتمي إليها معظم مدخراته

A A
زاد النصب والاحتيال من قِبَل شركات استثمار الأموال الوهمية العاملة خارج حدود المملكة، والتي أصبح هدفها الوحيد هو الحصول على أموال الناس ومدخراتهم بطرق احتيالية ماكرة، حيث تظهر أنها تعمل وفق القوانين والأنظمة التي تتبعها الدولة، وأنها تُقدِّم خدمة للناس لكسب أموال طائلة تفوق الخيال في فترة زمنية قصيرة، حتى يُحقِّقوا الثراء الفاحش خلال وقت قصير، بحيث تتراكم أموالهم بشكل تصاعدي كبير، الأمر الذي لا يمت للواقع بصلة، ولكنه مغرٍ، حيث إن حب المال والكسب السريع مجبولة عليه النفس البشرية كونها تميل للثراء سريعاً، حتى وإن كانت تعلم أن هذه الطرق قد تؤدي للإفلاس، وفقدان الأموال، ولا ينوبها لاحقاً سوى الحسرة والندامة حيث لا ينفع الندم.

تُروِّج العديد من الشركات الدعائية للعملة الرقمية (البيتكوين)، والتي تديرها شركات خاصة لا تخضع لأنظمة وقوانين المملكة وأجهزتها الرقابية، بحيث يكون ظاهرها الكسب السريع للأموال وتضخيمها خلال أسابيع أو بضعة أشهر، ولكنها غالباً تعطي فرصة وهمية بالكسب السريع، ثم بعد مدة تحدث الانهيارات للأسواق ويفقد المنتمي إليها معظم مدخراته.

وقد اندفع الكثيرون من محبي الثراء السريع إلى الاستثمار في هذه الشركات، واستفادوا منها مؤقتاً في البداية، حيثُ يتم استدراجهم بطرقٍ احتيالية، ثم يُبلَّغ المساهم بفتح محفظة استثمارية لكي يبدأ العمل المالي فوراً، وبعد تحويل الأموال يُطلب من العميل توقيع تعهدات معظمها ضد المستثمر، ويطلب منه إرسال الهوية الوطنية، واسم البنك، ورقم الحساب، حتى تتمكن هذه الشركات الدخول على حساباتك والعبث بها واستنزاف أموالك بطريقةٍ مشروعة، أنت موافق عليها مسبقاً، وبعد التأكد من الحصول على مدخراتك، تبدأ انهيارات الأسواق المالية، وفقدان معظم أو جميع مدخراتك والعودة إلى نقطة الصفر، وليس لك الحق بالشكوى، لأن هذه المؤسسات لا تحكمها أنظمة، أو قوانين أو حتى أجهزة رقابية من قبل أي جهة معينة، وقد أصيب العديد من المساهمين بانهيارات عظيمة فقدوا على ضوئها جُل أموالهم ومدخراتهم.

إن الترويج لهذه الشركات من قبل شركات دعائية وباستخدام أسماء المشاهير والادعاء بأنهم قد حققوا أموالاً طائلة من خلال الاستثمار فيها، هو أمر زائف وعارٍ من الصحة، أو ربما استخدموا هذه الأساليب كطُعم لتوريط الآخرين المودعين لأموالهم في هذه الشركات، ومن ثم تجميع أكبر قدر من الأموال من الباحثين عن الثراء السريع ومن ثم الانتكاسة، ثم يتبخَّر كل شيء، فيعودون للفقر والعوز وضياع الأموال.

حافظوا على أموالكم ومدخراتكم، والحذر كل الحذر من الوقوع في براثن هذه الشركات، أو المؤسسات المالية الوهمية، التي لا تجلب للإنسان سوى الهم والغم، لأنها مؤسسات تفتقر للمصداقية، وتُركِّز على أساليب الغش والخداع ونهب أموال الناس بالباطل. ضعوا ثقتكم في الله، ثم في مشاريع بلادكم ومساهماتها المضمونة بإذن الله. والله الهادي إلى سواء السبيل.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store