Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حسن ناصر الظاهري

إيران خلف كل خلاف!

وما الخلاف الحاصل بين حركة أمل وبين حركة الوطني الحر هذه الأيام حول ملف القناصل الفخريين سوى عمل جديد قذر تقوده إيران، يستهدف تفكيك الجبهة الداخلية وإعادة الفوضى للشارع اللبناني، وفسح المجال لميليشيا حزب الله للهيمنة على لبنان

A A
لا يهدأ بال لنظام طهران إن لم يسيطر تمامًا على الدول التي يستهدفها سياسيًّا وعسكريًّا وحتى فكريًّا، ومن ثم يُنفِّذ مخططاته، وإن كان النظام الإيراني قد نجح في لبنان وسوريا بشكل بدا واضحاً، إلا أنه لا يزال يُواصل جهوده في السيطرة على العراق؛ التي وجد له طريقًا لدخولها بحجة مناصرتها على محاربة داعش.

فقضية (سوزان الحاج) التي كانت رئيسة مكتب مكافحة جرائم المعلومات، والمتهمة بجرائم الافتراء الجنائي والتزوير وقرصنة مواقع إلكترونية واختلاق أدلة مادية حول تعامل أحد اللبنانيين مع إسرائيل -الفنان زياد العيتاني- والتحريض على اختلاق أدلة مادية وإلكترونية حول تعامل أحد الصحافيين اللبنانيين مع إسرائيل، لم تكن سوى بتدبير من النظام في إيران التي وظَّفتها لتحقيق مصالحها من خلال مركزها وإدارتها الحساسة، ولم يكن «عيتاني» سوى ضحية نسخه إشارة إعجاب وضعتها «سوزان الحاج» على تغريدة المخرج (شربل خليل) التي هاجم فيها المملكة وإرسالها إلى أحد الصحافيين، وكانت سببًا في نقلها من منصبها تأديبيًّا، ولن نستغرب إذا ما استخدم عملاء إيران -حزب الله- كل قوّتهم للعمل على براءتها، ولو استخدموا القوة أو التهديد بالاغتيال. وما الخلاف الحاصل بين حركة أمل وبين حركة الوطني الحر هذه الأيام حول ملف القناصل الفخريين سوى عمل جديد قذر تقوده إيران، يستهدف تفكيك الجبهة الداخلية وإعادة الفوضى للشارع اللبناني، وفسح المجال لميليشيا حزب الله للهيمنة على لبنان

، فقد وصلت المواجهة بين الحركتين إلى حد الشتائم، وتبادل الاتهامات بالتحكم بالسلطة والقرارات.

أما في العراق والتي وضع النظام الإيراني كافة إمكانياته من أجل السيطرة على مراكز القوى فيه، يبدو أن الأمور تسير نحو لبننته، فالكوادر الشيعية أخذت نصيب الأسد في التعيينات الإدارية والعسكرية، وبينما أصدر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قرارًا بدمج الحشد بوزارتي الدفاع والداخلية، ومساواته في الحقوق والامتيازات بعناصر الجيش والشرطة، رفض الحشد تذويبه في المؤسسات الأمنية، فـ (عصائب الحق) التابعة لإيران رفضت الدمج بإيعاز من حكومة طهران بحجة أن الروح المعنوية للحشد الشيعي كانت هي السبب في طرد داعش، ويرون بأن المخاطر لازالت قائمة بشأن داعش، متناسين الدور المُؤثِّر لدول التحالف والتي ساهمت إلى حدٍّ كبير في طرد داعش.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store