Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم علي نسيب

أمننا الغذائي.. أين أنتم؟!

همزة وصل

A A
تفاجئنا أدوات التواصل بصور وفيديوهات مقرفة وصادمة لمناظر تتعلق بأمننا الغذائي وتظل هكذا تدور بين الناس ويدور بنا الحزن مع كل لقطة «لحمار مذبوح» أو «لناقة جرباء» يتم سلخها على أرض متسخة قبل تعليقها. وهي حقيقة مفزعة أن ترى أن غداءك ومرضك يباع لك بفلوس وتشتريه بنظام لتعتل وأنت في قمة السعادة، غافل لا تعلم أن ضمير البائع مات من قديم وأن مرضك لا يهمه أبدًا، وهذه حالة وغيرها كثير منها تلك الصورة التي حملت طبقاً «لفأر مسقع» وهو يتوسط ذلك الطبق وكان يبدو كئيبًا حتى في موته الذي جاء كنتيجة حتمية لفشل الجهات المسؤولة عن رقابة المطاعم وعن تقاعس أكيد مكن العابثين من بيع الأطعمة للناس بطريقة غير حضارية واثقين أن المستهلك هو ليس سوى كائن جاء ليشتري أي شيء وعلى عجل وبأي ثمن ليذهب وفي يده موته لا أكثر...،،،

وأذكر أنني اشتريت قبل شهر «كبسة الزربيان» من مطعم شهير، يومها قلت للعامل حاول أن تضع لي في الطبق لحمًا (لا) عظمًا كعادتكم وكان رائعًا حين ناولني الطبق المعبأ باللحم وما كنت أدري أنني أحمل موتي في يدي حيث بعد الغداء أصابني ألم في بطني وتعب نقلني للمستشفى لتكون المفاجأة أنني أكلت طعامًا ملوثًا نقل لي بكتيريا كادت تقتلني ليبقى حالي مع الألم والتعب لأكثر من شهر، ويعلم الله أنني ما زلت أعاني من آلامها حتى اللحظة وهي كارثة أن تشتري المرض في طبق وبثمن باهظ وأن تأكل أطعمة يتم إعدادها بأسلوب غير صحي وغير منطقي لتكون النهاية المرض وهي حقيقة باتت تدور وتدور ويراها الناس من خلال بعض الذين يوثقون تلك المشاهد ومن ثم يقدمونها للناس!! وهي ليست سوى قضية صمت المسؤولين الذين يفترض أن يكونوا مع الناس بصوتهم وعيونهم وملاحقتهم لكل العابثين والخارجين على القانون أو على الأقل يقولون لنا في إيضاح صغير عن تلك المشاهد!! هل هي حقيقة أم مجرد صور مفبركة همها ترويعنا فقط وما أظنها سوى حقيقة لواقع مقلق وعالم يبدو أنهم في غياب تام عن المشهد!!،،،

(خاتمة الهمزة)... حين تغيب الرقابة والمتابعة يحضر التعب، الخوف، الألم، الغش، وكل ما لم يكن في حسبان أحد... والسؤال الأخير هو مني للمسؤولين عن أمننا الغذائي... هو أين أنتم؟ وهي خاتمتي ودمتم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store