Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد الثبيتي

ضبط السلوكيات العامة

شمس الأصيل

A A
يعاني الكثير من التجاوزات غير المحسوبة لبعض مُستخدمي الأماكن العامة الواقعية والافتراضية جرَّاء الاستهتار بكل ما يظنه الجاني أنه حقٌ مشروع، والحقيقة التي لا مواربة فيها أنه تجنٍّ سافر لا يليق وسلوك شائن مُستهجَن، فالحرية مُقيِّدة وليست متروكة على عواهنها في سياقها الخاص فما بالكم في مدارها العام؟ فهل من سبيل يهدينا إلى إعادة النظر في تصرفاتنا العامة لتتماهى مع المنطقية في التفاعل الإنساني؟ بحيث يكون السلوك العام صِنو الفردي يتكاملان ولا يتقاطعان ويعكسان كلاهما شخصية متزنة تحترم الذوق العام وتجعل صفاءه ليس هدفاً تسعى لتحقيقه فقط بل غاية تنشدها.

دفعني للكتابة مشاهداتي المؤلمة لتصرفات أقل ما يُقال عنها أنها لا تعكس مستوىً تعليمياً يحمله الفاعل ناهيكم عن البحث عن وعيٍ يتمتع به، أو شعورٍ بالمسؤولية تدفعه للتوقف عن ممارساته التي لا تتفق وأبجديات التحضر والتفاعل الإنساني الراقي؛ فالمتحدث بصوت عالٍ بجواله في مجمع من الناس والمُدخِّن في حَضرة الممتنعين والمتجاوز للآخرين بحجة واهية والمُستخدم للمرافق العامة بلا رادع ذاتي وغيرها الكثير ولكن ما ذُكر على سبيل المثال لا الحصر، أمّا ممارسات التواصل الاجتماعي فحدِّث ولا حرج، فالتشكيك في النوايا هو سيِّد الموقف والاتهام يتصدر قائمة التعاطي والتشهير بالخبر مدعوماً بالصورة يتسارع القوم في إبرازه بدون مراعاة لتداعياته السلبية التي قد تؤدي إلى انهيار أُسرة وتشتت أفرادها.

الأهم -من وجهة نظري- ليس في طرح المُشكلة فقط بقدر ما يتعاظم البحث عن حلول عملية تجتثها من جذورها هو الأسمى في هذه الزاوية؛ لذا أرى أن المعالجات الفردية لن تؤتي أُكلها في حل مُعضلة اجتماعية بحجم ضبط السلوكيات، بينما يكمن في قيام الثالوث التكاملي بدوره؛ فالتعليم ووسائل الإعلام وقبلهما الأسرة معنيون بكامل الطاقات المادية والمعنوية والمؤسسات الخاصة والحكومية للمشاركة في تتبع دوافعها والبحث عن مُسبباتها ودراسة تفاصيلها للوصول إلى حلول عملية تبدأ من تصميم برامج توعوية تثقيفية موجهة وتنتهي بتطبيق عقوبات ذات أثر فعَّال في معالجة المُشكلة في واقعها الحالي والقضاء عليها في مهدها مُستقبلاً.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store