Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. سهيل بن حسن قاضي

شكراً للشؤون الإسلامية

شذرات

A A
يُحسب لوزارة الشئون الإسلامية يقظتها مؤخراً في تحسين الخطاب الديني الذي شهد عدم انضباط في السنوات السابقة وكأنه لا مرجعية له، وقد لوحظ في الأسابيع الأخيرة تحسُّنٌ ملحوظ وعدم الإطالة في خطبة وصلاة الجمعة باستثناء الحرمين الشريفين فربما لم يَصِلَهم التعميم من الوزارة في هذا الشأن. وفي الأسبوع الماضي صلى بنا أحد الأئمة الأفاضل في المدينة صلاة الفجر وأطال في الصلاة بشكل لافت جداً ربما لم نعهده حتى في صلاة التهجد في رمضان، وفي السجود ما قبل الأخير أطال الشيخ يحفظه الله حتى ظن البعض أنه قد أصابه مكروه.

مما ورد في قضية الإطالة في الصلاة أن معاذ بن جبل رضي الله عنه صلى بالناس من سورة البقرة وأطال فذهب أحدهم إلى رسول الله وقال: إنَّا قوم نعمل بأيدينا ونسقي بنواضحنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم (أفتانٌ أنت يا معاذ) قالها ثلاثاً، إنه يصلي وراءك الكبير والضعيف وذو الحاجة، وعلينا جميعاً أن لا نكون سبباً في نفور الناس ولا خير فيمن لا يَألَف ولا يُؤْلَف. وعن عبدالله بن مسعود أنه قال: كان يتخولنا بالموعظة في الأيام كراهية السآمة علينا، أراد ابن مسعود أن يقول: ما يمنعني أن أحدثكم إلا كراهية أن أُمِلَّكُم (لأن رسول الله كان يتخولنا بالموعظة مخافة الملل)، ومن المعلوم أن ليس كل ما يُعلم يقال ولا كل ما يقال يناسب الحال وبالتالي فإن اختيار الوقت المناسب للوعظ والإرشاد ضرورة مهمة، فليس كل وقت يصلح لوعظ الناس وإرشادهم، وليس من المناسب وعظ الناس في قصور الأفراح على سبيل المثال أو في حفلات التكريم أو في المآدب الخاصة وغيرها. وبعض الدعاة يظن أنه لم يُدعَ لحفل تكريم أو مناسبة اجتماعية إلا لكي يُعطى الفرصة للوعظ أو خلافه، وهذا خطأ ينبغي أن يُصحح لدى البعض من الدعاة جزاهم الله خيراً. لقد ضربت المثل لما حدث في صلاة الفجر بالمدينة وكل الذي أرجوه أن لا يُساء فهم الآخرين، فشيخنا الجليل له مكانة طيبة في نفوس محبيه وأنا أحدهم وسيظل دوماً محل تقديرنا.

ويحدونا الأمل أن يستمر إحكام قبضة وزارة الشئون الإسلامية في هذا الشأن بما يعين على تحسين وتطوير الخطاب الديني والبعد عن الرتابة والإطالة والتكرار فضلاً عن التكلف في أداء الخطبة والله المستعان.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store