Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

لست غاندي أو مانديلا بل عضو من الأسرة الحاكمة.. وتعلمت من والدي حب التاريخ

No Image

60 دقيقة شفافية ومصارحة مع ولي العهد

A A
بشفافية تامة وصراحة مطلقة، وبقراءة متأنية للتاريخ، ومهارة وفاعلية في تشخيص الواقع، تحدث صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع قبيل زيارته إلى واشنطن، والتي تبدأ اليوم لبرنامج (60 دقيقة) الذي يذاع على قناة «سي بي اس CBS» الأمريكية. وكالمعتاد، ومع بدء نشر مقتطفات من الحديث، توالت ردود الفعل والتعليقات العالمية، التي تؤكد استمرار السياسة السعودية في طريق الإصلاح الشامل على الأصعدة كافة، مستفيدةً من القراءة الجيدة للعصور السابقة، ومستلهمةً التجارب الناجحة في عصرنا الحديث.

هكذا مضىت الحوار الذي أجرته المذيعة نورا أونيل، مع سمو ولي العهد مشخصًا الواقع بدقة، ومستلهمًا الماضي بحكمة، ومستشرفًا المستقبل بأمل وجسارة. وزاد من أهمية الحوار على المستوى العالمي كونه يأتي استباقًا لزيارة تاريخية بالفعل، يلتقي خلالها سموه بالرئيس دونالد ترامب، ونائبه مايك بينس، ومستشار الأمن القومي هيربرت مكماستر، ووزير الدفاع جيمس ماتيس، إضافة إلى العشرات من أعضاء الكونجرس.

وجاء في المقابلة التي بثت فجر الاثنين، أن إيران ليست ندًّا للسعودية. وأنها تؤوي عناصر القاعدة وترفض تسليمهم.

وكشف سموه عن أبرز سياسات المملكة، وموقفها من أهم الأحداث والقضايا في منطقة الشرق الأوسط، وعلاقات السعودية مع الولايات المتحدة. كما تحدث بوضوح عن مرحلة الإصلاحات المهمة سياسيًّا واقتصاديًّا ومجتمعيًّا. وقال سموه: إن أسامة بن لادن جنّد 15 سعوديًّا في هجمات 11 سبتمبر، بهدف واضح، وفقًا لوثائق وكالة المخابرات المركزية وتحقيقات الكونجرس، أراد أسامة بن لادن خلق انشقاق بين الشرق الأوسط والغرب، بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية.

استخدموا هواتفكم الذكية لمعرفة السعودية الحقيقية

قال سموه: هناك الكثير من التحديات؛ أعتقد أن التحدي الكبير الأول الذي يواجهنا هو أن يؤمن الناس بما نقوم به. وعن صورة السعودية قال: «بالتأكيد لا؛ هذه ليست المملكة العربية السعودية الحقيقية، أطلب من المشاهدين استخدام هواتفهم الذكية لمعرفة ذلك. ويمكنهم البحث في جوجل، السعودية في السبعينيات والثمانينيات، وسوف يرون السعودية الحقيقية بسهولة في الصور.

جيلي عانى من أحداث 79

وعن المرأة والإصلاحات قال: «كنا نعيش حياة طبيعية للغاية كما هو الحال في بقية دول الخليج، والنساء كنّ يقدن السيارات، وكانت هناك دور للسينما، والنساء يعملن في كل مكان.. كنا أناسًا طبيعيين نتطور كأي بلد آخر في العالم، حتى أحداث عام 1979. بعد عام 1979، كنا ضحايا، ولا سيما جيلي الذي عانى من هذا الأمر بشكل كبير».

المراة أعطيت حقوقا جديدة

أكد سموه على حقوق المرأة السعودية بقوله: «أعطيت النساء السعوديات (اللاتي كن واقعًا غير ظاهرات) حقوقًا جديدة؛ ما يسهل عليهن بدء عمل تجاري، والانضمام إلى الجيش، والأحداث الرياضية، وفي يونيو سيكنّ قادرات على الجلوس خلف عجلة القيادة والقيادة».

النساء مساويات للرجال والحشمة للكل

هل النساء مساويات للرجال؟ أجاب سموه: «بكل تأكيد؛ فنحن جميعًا بشر، وليس هناك فرق. القوانين الشرعية واضحة للغاية، المرأة يجب أن ترتدي ملابس لائقة ومحتشمة كالرجل، مع ذلك لا يحدد بشكل خاص العباءة السوداء أو غطاء الرأس الأسود؛ القرار متروك تمامًا للمرأة أن تقرر أي نوع من الملابس المحتشمة والمحترمة تختارها لترتديها».

استعادة 100 مليار من الموقوفين

وعن إجراءات الفساد الجريئة التي قامت بها الحكومة السعودية قال: «الإجراءات التي اتخذت ضد المتهمين بالفساد، والذين أوقفوا في فندق «الريتز كارلتون» بالرياض، كانت نظامية وضرورية وتتماشى مع القوانين». وأشار سمو ولي العهد إلى أنه تمت استعادة 100 مليار من الموقوفين، و»الهدف من ذلك لم يكن جمع المال بل معاقبة الفاسدين». مشيراً إلى أن المبلغ المسترد في ملف «الريتز» يتجاوز 100 مليار دولار، «لكن الهدف الحقيقي لم يكن هذا المبلغ أو أي مبلغ آخر. الفكرة ليست في استعادة المال، ولكن لمعاقبة الفاسدين، وإرسال إشارة واضحة بأن كل من يدخل في صفقات فاسدة سيواجه القانون».

وقال سموه عن تأثير الإخوان في المدارس السعودية خلال الفترة الماضية: «الإخوان كان لهم تأثير في التعليم السعودي، الغالبية غادروا وتبقى بعض العناصر، ولكن سنغيّر هذا الأثر قريبًا. ولا يوجد بلد في العالم يقبل أن يُغزى نظامه التعليمي من قبل منظمة متشددة».

الأيديولوجيا الإيرانية اخترقت أجزاء من اليمن

وعن التدخل الإيراني في اليمن قال: «الأيديولوجيا الإيرانية اخترقت أجزاء من اليمن، وهذه الميليشيا كانت تقوم بمناورات عسكرية بالقرب من حدودنا، وتنشر الصواريخ على حدودنا. لا أتخيل أن الولايات المتحدة ستقبل في يوم ما أن يكون هناك ميليشيا في المكسيك تطلق الصواريخ على العاصمة واشنطن ونيويورك ولوس أنجلوس، بينما يراقب الأمريكيون هذه الصواريخ ولا يفعلون شيئًا». وأعرب سموه أن تتوقف الميليشيا الحوثية عن استخدام الوضع الإنساني في اليمن لصالحها من أجل استدرار العطف من المجتمع الدولي، إنهم يقطعون الطريق أمام المساعدات الإنسانية من أجل خلق مجاعة وأزمة إنسانية.

إيران تأوي عملاء القاعدة

بيَّن سموه أن إيران تلعب دورًا ضارًّا، يقوم النظام الإيراني على أيديولوجية خالصة، العديد من عملاء القاعدة تحميهم إيران ويرفضون تسليمهم للعدالة، ولا يزالون يرفضون تسليمهم إلى الولايات المتحدة، وهذا يشمل ابن أسامة بن لادن، القائد الجديد لتنظيم القاعدة، يعيش في إيران ويعمل خارج إيران ومدعوم من إيران..

إيران ليست منافسة للمملكة

أكد سموه أن «إيران ليست منافسة للمملكة العربية السعودية. جيشها ليس من بين الجيوش الخمسة الأوائل في العالم الإسلامي، الاقتصاد السعودي أكبر من الاقتصاد الإيراني، إيران بعيدة كل البعد عن مقارنتها بالسعودية. خامنئي «هتلر» الجديد في الشرق الأوسط بكل تأكيد؛ لأنه يريد التمدد في المنطقة، ونشر مشروعه الخاص وأفكاره في الشرق الأوسط، يشبه إلى حد كبير ما فعله هتلر، الذي أراد التوسع في ذلك الوقت للعديد من حول العالم، وأوروبا لم تدرك مدى خطورة «هتلر» حتى حدث ما حدث، وأنا لا أريد أن أرى نفس الأحداث في الشرق الأوسط، وفيما يخص الحصول على قنبلة نووية فنحن لا نريد ذلك، ولكن إذا حصلت إيران عليها، فسنحصل عليها».

أحتفظ بحياتي الشخصية لنفسي

حول جوانب أخرى قال الأمير: «حياتي الشخصية شيء أود أن أحتفظ به لنفسي، ولا أحاول لفت الانتباه لها، وإذا أرادت بعض الصحف أن تشرح شيئًا عن ذلك، فالأمر متروك لهم. أنا شخص غني ولست فقيرًا، أنا لست غاندي أو مانديلا، وعضو من الأسرة الحاكمة التي كانت موجودة منذ مئات السنين قبل تأسيس المملكةوحياتي الشخصية هي نفسها كما كانت قبل 10 أو 20 سنة،

لكن ما أفعله كشخص أنني أنفقت جزءًا من مدخولي الشخصي على الأعمال الخيرية، أنفقت ما لا يقل عن 51 % على الناس و49 % على نفسي. أنا شخص أعمل من بعد الظهر حتى آخر الليل مع زملائي الوزراء في مكتبي».

وحول سؤال: «عمرك 32 سنة، يمكنك حكم هذا البلد للسنوات الخمسين القادمة؟» أجاب الأمير محمد بن سلمان: «الله وحده يعلم كم من الوقت سيعيش المرء، سيعيش المرء 50 سنة أو لا، لكن إذا سارت الأمور على طبيعتها، فهذا أمر متوقع». سألت نورا أودونيل: «هل يمكن لأي شيء أن يمنعك؟» أجاب الأمير: «الموت فقط».

تعلمت من والدي الكثير من الأشياء

وردًّا على سؤال: «ماذا تعلمت من والدك؟» أجاب الأمير: الكثير والكثير من الأشياء؛ إنه يحب التاريخ كثيرًا وهو قارئ نهم للتاريخ. وفي كل أسبوع كان يعطي لكل واحد منا كتابًا، وفي نهاية الأسبوع يسألنا عن محتوى الكتاب. والملك دائمًا يقول: «إذا قرأتم تاريخ ألف عام سيكون لديكم خبرة ألف عام».

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store