Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد خضر عريف

الجامعات السعودية وجهدها الإعلامي الوطني المطلوب

أما على مستوى البحث العلمي، فيمكن أن تسخر البحوث المدعمة من عمادات البحث العلمي بالجامعات للتنظير لإعلام قوي داخلياً وخارجياً، ونشر بحوث رصينة في دوريات مصنفة عالمياً باللغات الحية عموماً والإنجليزية خصوصاً، ليطلع عليها النخب من العلماء العالميين ويعلموا عن حقيقة ما تعيشه المملكة من نهضة علمية واقتصادية وحضارية

A A
لا يمكن استثناء الجامعات في بلادنا أو أي بلاد أخرى من أي دور طليعي قيادي في المجتمع في المجالات كافة: التعليمية والفكرية والاقتصادية والإعلامية بل والدفاعية والعسكرية، فأساتذة الجامعات وعلماؤها ومفكروها وفلاسفتها وخبراؤها يمثلون نخبة النخب التي يُرجع إليها عند اتخاذ القرارات خصوصاً الكبيرة منها والمصيرية، لذلك يُوجّه العتب، إن جاز التعبير، إلى الجامعات كلما أحس الناس بأنها قصرت في جانب حيوي ولم يظهر دورها الفاعل فيه، وقد يصل هذا العتب إلى مستوى (اللوم) و(المساءلة)، وسمعت بنفسي مسؤولاً كبيراً يقول: «إن أدوار الجامعات في القضايا الوطنية الملحة تكاد لا تتجاوز أسوارها «، ومن الأدوار الوطنية الكبرى والملحة التي تستلزم اهتماماً فائقاً من جامعاتنا اليوم الدور الإعلامي الوطني الطليعي، فهي الحاضنة لشباب الوطن ذكوراً وإناثاً والفرصة متاحة لها لتوصيل الرسالة الإعلامية الوطنية الصحيحة دون أي لبس أو تشويش بوسائل كثيرة ومتعددة، يأتي في مقدمتها التعليم ومن خلاله يمكن أن يزرع في الطلاب في مستويات البكالوريوس والدراسات العليا الولاء والانتماء لوطنهم وتبنِّي قضاياه وتفهم مواقفه المتوازنة داخلياً وخارجياً بطريقة غير مباشرة قبل الطريقة المباشرة عن طريق التعريج الدائم على منجزات الوطن وما يميزه عن غيره من أمن وأمان ورغد عيش وتقدم علمي وحضاري ودور الشباب في تعزيز هذه المقومات وتقويتها. وتتيح كذلك الأنشطة اللاصفية كما تسمى الفرصة الكبيرة لتعزيز رسالة إعلامية قوية ومؤثرة في أذهان ونفوس الطلاب وذلك دور منوط بعمادات شؤون الطلاب في الجامعات من خلال الأندية الطلابية والمسابقات العلمية والإبداعية والفنية، وتخصيص مكافآت مالية ومعنوية مجزية لها، وتسخير وسائل التواصل الاجتماعي التي يغرم بها الشباب لإنجاحها وتوسيع نطاقها. ذلك على مستوى التعليم، أما على مستوى البحث العلمي، فيمكن أن تسخر البحوث المدعمة من عمادات البحث العلمي بالجامعات للتنظير لإعلام قوي داخلياً وخارجياً، ونشر بحوث رصينة في دوريات مصنفة عالمياً باللغات الحية عموماً والإنجليزية خصوصاً، ليطلع عليها النخب من العلماء العالميين ويعلموا عن حقيقة ما تعيشه المملكة من نهضة علمية واقتصادية وحضارية،

وبُعدها عن التطرف والغلو، ودورها الفاعل المؤثر في المنظومة الدولية، وفيما يتصل بخدمة المجتمع إعلامياً لا نحتاج أن نقول إن 90% من كتاب الصحف المحلية هم من أساتذة الجامعات، سواء الصادرة منها بالعربية أو الإنجليزية، وكذلك معدو ومقدمو البرامج التلفازية والإذاعية، والمطلوب من هؤلاء النخبة أن يوصلوا أصواتهم وأقلامهم إلى قنوات الإعلام العالمية بالإنجليزية خصوصاً، ولنا في الوزير الشاب المُفوّه معالي الأستاذ عادل الجبير قدوة حسنة في هذا الجانب تحديداً كما أوضحت في مقالة سابقة، وإذا ما اتجه أساتذتنا الكُتّاب إلى صحف وقنوات عالمية فسيعظمون الدور الإعلامي الوطني المطلوب من الجامعات على أن يكون التوجه العام لهم إظهار الصورة الحقيقية الناصعة للمملكة وبيان جهودها الكبيرة لحفظ الاستقرار العالمي ووقوفها مع أصحاب الحق على الدوام خلاف ما تبثه بعض وسائل الإعلام المغرضة مما يحتاج إلى مقارعة الحجة بالحجة وهو ما يمتلكه أساتذة الجامعات.

وتنفرد جامعة المؤسس بجهود إعلامية عدة منذ نشأتها، وأهمها أن كثيراً من كتاب الصحف المتميزين هم من أساتذتها. وتأسس فيها منذ سنين مركز إعلامي مرموق يؤدي أدواراً ملموسة داخل وخارج أسوار الجامعة. وبتوجيه من معالي مدير الجامعة أ. د. عبدالرحمن بن عبيد اليوبي صدرت مؤخراً مجلة (الجامعية) بنسختيها الورقية والإلكترونية. وتؤدي كلية الاتصال والإعلام في الجامعة دوراً معيارياً في تخريج أجيال من الإعلاميين في تخصصات الإعلام المختلفة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store