Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

أقبح من اعتذاروف؟!

A A
كما اعتذر الروسي ميخائيل كلاشينكوف قبل موته عن اختراعه لسلاح الرشّاش AK47، الذي حمل اسمه، وصُنِعَت وبِيعَت منه الملايين من القطع حول العالم، وقُتِل به الملايين خلال الحروب والاضطرابات والفوضى التي حلّت على الكثير من الدول، هاهو الروسي الآخر فيل ميرزايانوف يعتذر عن اختراعه لسلاح الغاز «نوفيتشوك» السام الذي يشلّ الأعصاب ويقتل الإنسان خلال ثوانٍ معدودات، وقد اُسْتُخْدِمَ في محاولة قتل العميل الروسي المزدوج سيرجي سكريبال وابنته بوليا في بريطانيا، بعد أن نالا جنسيتها واستقرّا فيها، وأثار ذلك غضب بريطانيا ومعها حلفائها أمريكا وفرنسا وألمانيا!.

ولأنّ كلاشينكوف وميرزايانوف، روسيان بالأصل والمنشأ والولادة، واسماهما ينتهيان بالتقفيلة الروسية الشهيرة «وُفْ»، واعتذارهما جاء في الوقت الضائع وغير المُجْدِي، بعد خراب مالطا وانتهاك الروح الإنسانية في الماضي والحاضر وكذلك في المستقبل، أقترح أن يُطلَق على اعتذارهما اسم «اعتذاروف»، وأن نضرب مثلاً جديداً يُتداول بين الناس عند حاجتهم لعدم قبول الاعتذارات القبيحة، فيُقال: «أقبح من اعتذاروف؟» من باب العجب والتعجّب!.

ومع اعتذاروف يتذكّر المرء كبير الشياطين، إبليس اللعين، عند استشعاره قُبيْل يوم القيامة بدنوّ مصيره الأزلي في جهنّم وبئس المصير، وعندما يُراوده تقديم المعذرة عمّا تسبّب فيه من دخول كثيرٍ من الخلْق للنار، لعلّه يُستعتب، فيُؤمر بالسجود لأبينا آدم عليه السلام وهو في قبره، فتأخذه العزّةُ بالإثم، والكِبَر والحسد اللذيْن منعاه من السجود له وهما في السماء عند بدء الخليقة، فيقول «لم أسجد له وهو حيّ أأسجد له وهو ميّت؟!» ليمضي أمرُ الله بأنّه من الخالدين في النار، واعتذاروف هو من قبيل اعتذار إبليس، ولو كان كلاشينكوف وميرزايانوف صادقيْن في اعتذارهما لعوّضا البشرية باختراعات مُفيدة وخادمة للسلام، لكنّه مثل اعتذار الوحش لفريسته بعد التهامها، ولو وكّلتني الإنسانية لرفضتُه نيابةً عنها وأصالةً عن نفسي، وبكلّ لغات المعمورة، وأولها اللغة الروسية الثقيلة، وبكلّ آهات وأنين الضحايا، من حجر وشجر وهواء وحيوان وبشر!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store