Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد البلادي

لماذا يهاجر السعوديون؟!

A A
• لا توجد أرقام أو إحصاءات رسمية دقيقة لعدد السعوديين المهاجرين للخارج، كل ما يُقال في هذا الشأن هو مجرَّد تكهنات وتخمينات تقريبية.. فعلى ذمة أحد أعضاء مجلس الشورى، يزيد العدد عن مليون سعودي وسعودية؛ يعيش نصفهم في مصر.. وهو رقم أراه مُبَالَغًا فيه كثيرًا، إلا إذا اعتبرنا الدارسين والمبتعثين والعاملين في الخارج من ضمن المهاجرين. على أيةِ حال، ومهما كان العدد، فإن هذه الظاهرة -الآخذة في التزايد والضغط على اقتصادنا- لم تُقَابَل حتى الآن -على حد علمي- بأي دراسة جادة تتقصَّى حقيقتها، وتنظر في مسبباتها، لا من الجهات البحثية في الجامعات -على افتراض وجودها- ولا حتى من الجهات الحكومية المعنية، والتي بات من واجبها النظر للأمر بجدية أكبر، خصوصًا بعد المشكلات الأخيرة!.

• ما يُقال عن الأعداد، يُقال أيضًا عن المسببات، ففي ظل الغموض الكبير الذي مازال يكتنف ملف الهجرة للخارج، لا يمكن الجزم أبدًا بالأسباب المؤدية لها.. قد يكون للتقارب الكوني الكبير وسهولة السفر؛ وانتقال الأموال بين الدول يد طولى في هذا، وقد يكون للبيروقراطية المنفِّرة في تسجيل الشركات؛ وارتفاع الأجور يد أخرى، وقد يكون للرغبة في الراحة والاستجمام، أو في الزواج؛ وبدء حياة جديدة، وهو أمر غير متاح إلا بشروطٍ صعبة في الداخل، وقد يكون للرغبة في تعليم الأبناء، أو لعدم وجود الأماكن المناسبة للمتقاعدين دور في هذا التزايد.. ثمة عوامل كثيرة ومتشابكة، لكن السبب الوحيد الذي أستطيع أن أنفيه -تمامًا- هو ضيق ذات اليد، وعدم كفاية الراتب التقاعدي للعيش في الداخل، وهو سبب يرفضه المنطق وترفضه الأرقام، رغم كونه العذر الأكثر استخدامًا من قِبَل الأغلبية العظمى من المهاجرين!.

• من حق أي شخص العيش في أي مكان يريده، هذه حرية شخصية، لكن بشرط ألا يتحمل الوطن أي أعباء أو تبعات اجتماعية أو تربوية أو اقتصادية جراء هذا القرار.. ولاشك أن هناك الكثير من التجارب -سواء ما ظهر منها في الإعلام أو ما لم يظهر- كان لها انعكاساتها السيئة جدًا اجتماعيًا واقتصاديًا على مجتمعنا، الأمر الذي يستوجب البدء السريع في الدراسات المتعمقة حول ظاهرة الهجرة للخارج.

• جودة الحياة من أهم عوامل الرضا في كل المجتمعات، رغم ذلك يظل قرار الهجرة قرارًا فرديًا؛ تدخل فيه عوامل كثيرة أهمها الرغبة في بدء حياة جديدة! وهناك أمريكيون وأوربيون كُثر تركوا بلدانهم المرفهة ليعيشوا في دول أقل منها بكثير!. لكن هذه الحقيقة لا يجب أن تمنعنا من التساؤل وبجدية: لماذا يهاجر السعوديون؟!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store