Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

سعودة الوظائف بعد زيارة الأمير

بضاعة مزجاة

A A
من ثمار زيارة وليّ العهد، الأمير محمّد بن سلمان، لأمريكا، التي ستُقطف بحول الله في المستقبل القريب، أن تلعب كُبرى الشركات الأمريكية دوراً كبيراً في سعودة وظائفها في المملكة بعد دخولها إليها، وبما يتماشى مع رؤية ٢٠٣٠.

وسعودة الوظائف هي الثمرة الشهية، أمّا مجالات الوظائف ذات التخصّصات النادرة والمهمّة فهي الثمرة الأشهى، التي تحتاجها كلّ دولة ترغب في التطوّر والانتقال للعالم الأول، مثل الطاقة النووية، والغاز، والطيران، والرعاية الصحية اللافتة، والتصنيع العسكري، والتكنولوجيا المتقدّمة، والبُنية التحتية، والتنقيب عن المعادن التي يبحث عنها العالم أكثر من الفضّة والذهب كاليورانيوم وغيره.

تخيّلوا معي الفائدة العظيمة والانعكاس الإيجابي لتوظّف أبنائنا داخل وطنهم في شركات مثل: بوينغ، وريثيون، ولوكهيد مارتن، وجنرال إلكتريك، وجنرال داينامكس، وقوقل، وآبل، وأمازون، وداو كيميكال، وغيرها، فضلاً عن البنوك العملاقة مثل غولدمان ساكس، وجي بي مورغان، ويو بي إس، وسيتي قروب.

ومن ناحية أخرى، لا بُدّ أن أُبْدي أسفي من قصور العديد من شركاتنا الوطنية في سعودة وظائفها وتفضيلها الأعمى للوافدين على المواطنين، خصوصاً في وظائفها القيادية والتخصّصية، لا الوظائف الهامشية ومهمّات الحراسة، وأنّ الشركات الأمريكية قد تسبقها في مضمار السعودة، وتخدم قضية التوطين السعودي العادلة وكأنّها هي الشركات الوطنية، وكأنّ الشركات الوطنية هي الأجنبية، وهذا مؤسف من بعض شركاتنا الوطنية، وهروب فاضح من مسؤوليتها تجاه وطنها الذي كان وما زال السبب في وصولها إلى ما وصلت إليه من ثراء، وترسيخ لعلاقة غريبة وشاذّة تنتهجها مع الوطن هي الأخذ منه دون إعطائه بالمقابل.

لكن مع ذلك لم يفت الوقت، وبإمكان شركاتنا الوطنية تدارك الوضع، بحيث تتناغم مع الإصلاحات الاقتصادية، وأن تأتي شركاتنا الوطنية متأخرة في سعودة وظائفها خيرٌ لها من أن لا تأتي البتّة، وها هي الشركات الأجنبية تنافسها بشدّة في السعودة، فلتقبل هي المنافسة بصدرٍ رحب، ولا أبالي بمن ستنتصر في النهاية، طالما كان المآل هو توطين وظائفنا، ذلك الحلم الجميل، السهل، الممتنع.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store