Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

اجعلوها عصاري عيد بهيجة!!

A A
«إشْ أكتب؟»، هذا ما أسأله لنفسي حين تتعطّل ماكينة أفكاري عن الإتيان بأفكار مقالاتٍ جديدة، ويعتريها ما يعتري ماكينة السيّارة القديمة من «تبويش» تحتاج معه لـ»توضيب».!

هذا رغم كثرة المواضيع التي يمكن الكتابة عنها، والتي من كثرتها تشبه الرُزّ المحشور في كيس «الخيش» أبو ٥٠ كيلو.!

بالأمس، وعندما حان موعد إرسال هذا المقال للجريدة، فتحْتُ الآيباد برو على تطبيق Pages الذي أصبح دار نشر لإصداراتي ومخزناً لمقالاتي، وحالما جهّزْتُ صفحةً فارغةً وشعّ نورُها الساطع على عينيّ الجميلتيْن، حلوة.. الجميلتيْن؟، أصابتني نوبة السؤال السخيف: «إش أكتب؟!» وبدأت ماكينتي في «التعتعة» وإصدار صوت «التبويش» الذي يُشبه صوت الدُبّ الصغير الجائع وهو يتسلّق الجبل مع أمّه الحنونة به والمتوحّشة مع غيره، بحثاً عن العسل، فاستعذتُ بالله من الشيطان الرجيم، وتركتُ الصفحة مفتوحةً لعلّني أعبّئ ماكينتي بزيتٍ يُسلّكها ويعيدها لجادة النشاط الفكري، وهنا أنقذتني مباراة منتخبنا الإعدادية لبطولة كأس العالم مع منتخب بلجيكا التي صادفت وقت الكتابة، والتي هُزِم فيها منتخبنا بـ٤ أهداف، فواتتني فكرة الكتابة عنه، ويا لها من كتابة يمتزج فيها القهر عليه من هكذا هزيمة، مع القلق الجماهيري المُبرّر على نتائجه في البطولة القريبة أمام أنظار العالم، وهو في الغالب سيلعب ليلة العيد القادم أولى مبارياته في البطولة، وليالي العيد تِبَان من عصاريها، وأرجو أن تكون عصاري منتخبنا أفضل، ليكون عيد السعوديين أفضل، فالعلاقة بيننا وبينه علاقة توأمية وسيامية لصيقة، إن فاز هو، سُعِدْنا نحن، ونسينا همومنا المعيشية ولو إلى حين، وكم أتمنّى أن ننأى بأنفسنا، عن انتقاد اللاعبين شخصياً، فهم عنصر من عناصر إخفاقاتنا الكروية لا كلّها، وحالُ نفسيّاتهم أهمّ من إعدادهم البدني والفنّي، فلا نقذفنّ بهم في بحر البطولة اللُجيّ بلا معنويات، كي تتلاطم بهم موجات المنتخبات القوية، ومؤازرتهم واجبة على الجميع، ودعمهم بلاعبين مُجنّسين سيكون مفيداً، فكلّ منتخبات العالم تُجنّس، بما في ذلك أقواها مثل ألمانيا وفرنسا وبلجيكا، ومنتخبنا هو أيقونتنا، اجعلوها فضلاً أيقونة عيد بهيجة.!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store