Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سامي سعيد حبيب

الصناعات العسكرية.. نقلة نوعية كبرى

A A
تابع العالم العربي والإسلامي باهتمامٍ بالغ -وعلى مدى الأسابيع الأخيرة- الزيارة التاريخية لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى كل من مصر وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية. وهي ولا غرو زيارة تاريخية بكل ما تحمله العبارة من معانٍ، ويتوقع أن تسهم نتائجها في رسم معالم ما هو آت من متغيراتٍ سياسية واقتصادية لمنطقتنا العربية - الإسلامية، ويبدو أن ولاة أمرنا -حفظهم الله- انتهجوا في الإنجاز مبدأ: «خير طريقة لتوقُّع المستقبل هو أن تصنعه بنفسك»، وفي كل محطة من الرحلة توقَّف بها سموّه، ترك بصماته على العديد من الاتفاقيات التي حرص -يحفظه الله- على أن تُحقِّق مصالح المملكة حكومةً وشعباً.

ومن الاهتمامات التي أولاها سموّه في جولته، تحديث الترسانة العسكرية للمملكة، فنحن نعيش في عالمٍ يعج بالفوضى؛ يحتاج إلى تحرُّك فوري لعمل التوازنات التي تحقق الاستقرار. شمل هذا التحديث القوات الأرضية والجوية كأنظمة الدفاعات الإلكترونية والطائراتٍ المقاتلة، كالتي اشترتها المملكة من بريطانيا أثناء زيارة ولي العهد لها ، فقد اشتملت الصفقة على 48 طائرة مقاتلة من مقاتلات التايفون، الأوروبية الصنع، وهي إحدى أفضل المقاتلات على مستوى العالم، إن لم تكن هي أميزها. بل إن من حق المملكة تطوير قنبلة نووية إذا ما فعلت طهران ذلك، وهو ما أكَّده سمو ولي العهد في تصريحاتٍ سابقة. فالمملكة تعيش بين فكي كماشة، «إسرائيل من الغرب، وإيران من الشرق». ونظرية توازن القوى يستدعي أن تمتلك المملكة الطاقة النووية للاستخدامات السلمية، بحيث إذا قامت إيران بتطوير قنبلتها النووية، تفعل المملكة نفس الشيء.

ويبدو أن تطوير وتحديث الترسانة العسكرية للمملكة وإنشاء بعض الصناعات العسكرية قد أصبح سمة واضحة للقيادة السعودية في صفقات السلاح الجديدة، فقد جاء في تصريحاتٍ لمسؤولين روس وفقاً لما نقله الإعلام الروسي: أن السعودية قد اشترطت نقل تكنولوجيا إنتاج السلاح، وإقامة خطوط إنتاج في المملكة لدخول الاتفاقية التي تم إبرامها حيّز التنفيذ، وأضافوا: أنه سيتم تلبية الشروط بتشييد مصنع لإنتاج أسلحة نارية في السعودية.

فحرْص المملكة على استقطاب وتوطين الصناعات العسكرية بنسبة 50% في مجالاتٍ شتَّى: منها الصيانة وإصلاح العربات العسكرية ومجال الأسلحة والذخائر والصواريخ، ومجال الإلكترونيات الدفاعية التي تشمل الرادارات والمستشعرات وأنظمة الاتصالات والحرب الإلكترونية هو ما تعمل عليه قيادتنا الرشيدة.

ويُؤيد المواطنون كافة، توجُّه سمو ولي العهد لأخذ المزيد من الخطوات الاستراتيجية لصناعة السلاح النوعي في المملكة، وكجزء من رؤية 2030، بدايةً من السلاح النووي «من باب المعاملة بالمثل»، إذا ما فعلت إيران ذلك، وكأحد ضمانات الاستقرار السياسي وحفظ التوازنات الاستراتيجية في المنطقة، وكذلك الصناعات الخاصة بالفضاء، لاسيما صناعة الصواريخ الموجهة، والطوافة، ومضادات الطائرات، ومضادات الصواريخ، فليس بخافٍ على أحد أن السلاح النوعي هو ما يُمكِّن الدول من ضمانات التوازن الاستراتيجي.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store