Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد البلادي

تزوير في مكتبات رسمية!!

A A
· في الأعراف الأكاديمية تعتبر (كولومبوس) وأخواتها من الجامعات الوهمية؛ وصمة عار معيبة؛ يحاول معظم من تلطخت أسماؤهم بعلاقة معها؛ التخلص من هذه العلاقة المشبوهة؛ وعدم ذكر هذا الاسم في سيرهم الذاتية.. فبعد جهود النشطاء الوطنيين في وسم #هلكوني أصبح الجميع تقريباً يعرف أن جامعات (كولمبوس، الجامعة الأمريكية بلندن) لا وجود لها في أرض الواقع، وأن شهاداتها تمنح (من منازلهم) مقابل أن تدفع فقط، وقد تصلك (دليفري) على طريقة (كنتاكي)، وبالتالي فلا أهمية أبداً لكل ما يصدر عن هذه الدكاكين الأكاديمية من أبحاث أو رسائل ماجستير ودكتوراه لا قيمة حقيقية لها، فمعظمها إن لم يكن كلها (نسخ ولصق) مزيف ومُشترى كما قلنا بـ (خشم الدولار).

· هذا ما تفرضه الأمانة العلمية؛ ويقره المنطق.. لكن المؤسف أن الأمر يبدو مختلفاً تماماً بالنسبة لبعض مكتباتنا العامة والأكاديمية التي لازالت رفوفها تحوي بعض الغثاء الذي أفرزته تلك الدكاكين؛ على شكل (رسائل) قُدمت لها كهدايا!..، ولا أعرف كيف تم قبولها وإيداعها واعتمادها كمَراجع، وكأن مكتباتنا بهذا العمل تقوم بدعم تلك الجامعات من خلال عملية (غسيل) و(تبييض) لتلك الشهادات والرسائل السوداء، حين تمنحها وتمنح أصحابها (المزيفين) اعترافاً وموثوقية ومرجعية، رغم أن فضائح تلك (الدكاكين) قد سمع بها أهل الهند والسند، وأصبحت مجالاً للتندر، خصوصاً بعد أن منحت إحداها قبل أعوام شهادة (ماجستير) لكلب أجلكم الله ! .

· بين الوهم الأكاديمي والحقيقة مسافة طويلة جداً، قوامها الصدق والأمانة والجهد والبحث العلمي الجاد والرسائل العلمية الرصينة والموثوقة والمثمرة، والتي تعتبر ثروات وطنية يجب الحفاظ عليها حتى تبقى مصادر حقيقية للمعرفة؛ وكنوع من التكريم لأصحابها الذين دفعوا الكثير من وقتهم وجهدهم وعلمهم وربما أموالهم في سبيل إنجازها .. أما الرسائل (الكرتونية) التي لا تساوي قيمة الحبر الذي كتبت به، فإن وجودها في أي مكتبة دليل على ضعف موثوقية المكتبة، وهشاشة معاييرها، وتغلغل الوهم والزيف فيها.

· قد يكون من الصعب اليوم إخراج الوهميين من بعض المناصب التي اغتصبوها ذات غفلة منا.. لكن ليس من الصعب أبداً تنظيف آثارهم، وتخليص المكتبات من شوائبهم، خصوصاً تلك الرسائل التي يجب حصرها وإخراجها فوراً من كل مكتباتنا وجامعاتنا الكبرى انتصاراً للعلم، وحصاراً للوهم والوهميين.

· ليس من اللائق بمؤسسات وطنية كبرى هي محط فخر وثقة لنا كسعوديين مثل مكتبة الملك فهد ومكتبة الملك عبدالعزيز أن تودع الزيف والوهم على رفوفها، فما بُني على باطل هو باطل بالتأكيد .

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store