Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

اطمئن إنه «١» إبريل!!

بضاعة مزجاة

A A
بتاريخ ١ من شهر إبريل الحالي، ولمعرفتي أنّ كثيراً من النّاس يُمازِحُون بعضهم البعض فيه لدرجة الكذب الصريح، تقليداً عُميانياً للغرب الذي يمارس هذه العادة منذ قرون، فقد طمْأنْتُ نفسي أنّ ما يجري لي فيه هو غير حقيقي، وأنّ عليّ ألّا أكترث به، وأن أستمتع بما بقي من الحياة في هذه الدنيا الفانية!.
وبدأ اليوم الظريف، وفي لحظاته الأولى أتتني رسالة جوّال من إدارة المرور تُفيد أنّ عليّ مخالفة مرورية بقيمة ٣٠٠ ريال، فقُلْتُ لنفسي: اطمئن إنه ١ إبريل وإدارة المرور تمازحني، وبعدها جاءتني فاتورة الكهرباء وشقيقتها فاتورة المياه، وقد تضاعفت قيمتهما ٣ مرّات مقارنةً بنفس الفترة من العام الماضي، فقُلْتُ لنفسي: اطمئن إنّه ١ إبريل والشركتان تمازحانني، وبعدها أتتني رسالة جوّال من شركة الاتصالات التي أتعامل معها تفيد أنّني استهلكت ٩٠٪ من قيمة الباقة الشهرية التي اشتركت فيها رغم مرور أيام قلائل على بدئها، فقُلْتُ لنفسي: اطمئنّ إنه ١ إبريل والشركة تمازحني، وبعدها بدأت بعض شركات الخدمات حفريات جديدة في أسفلت الشارع الذي أسكن فيه، رغم أنّه لم تكد تمضي أسابيع على آخر حفريات أجرتها فيه ونتجت عنها كسور وتشوّهات دائمة في أضلاع الشارع وقفصه الصدري، فقُلْتُ لنفسي: اطمئن إنه ١ إبريل والشركات والجهات الحكومية المشرفة عليها تمازحني، وبعدها تعطّلت سيّارتي عطلاً بسيطاً فطلبت وكالتها مبلغاً فلكياً لإصلاحها، بينما طلبت ورشة عادية مبلغاً يدور تقريباً في نفس الفلك، فقُلْتُ لنفسي: اطمئنّ إنه ١ إبريل والوكالة والورشة مع سيّارتي العزيزة يمازحونني، وبعدها ذهبْتُ للتسوّق ووجدْتُ الغلاء والضرائب كما هما، فقُلْتُ لنفسي: اطمئنّ إنّه ١ إبريل، والغلاء والضرائب يمازحانني، وبعدها هاتفني مواطن عاطل يرجوني مساعدته في التوظّف، فقُلْتُ لنفسي: اطمئنّ إنّه ١ إبريل، والمواطن يمازحني لأنّ المواطنين العاطلين قد توظّفوا، وقد فاضت وظائفهم ولم يعد الوافدون يحتكرونها، وبعدها انتهى اليوم، فحاولت استيعاب وتحليل ما جرى لي فيه، فلم أجده كذبة من كذبات إبريل، بل حقيقة لا يخفيها يوم ولا سنة!.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store