Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

عُذرًا قيس إذ أقحمتُك مع الجرب!!

A A
تعجّبْتُ كثيرًا من تسلّل مرض الجرب المُعْدِي والخطير لبعض حارات مكّة المكرّمة، وتعجّبي بالغيظ الذي اكتنفه هو مثل تعجبّ أبي ليلى في العصر القديم من تسلّل قيس لجناح الليل لخِبَاء ابنته، فباغته بالقول:

مَن الهاتف الدّاعي؟

أ.. قيسٌ أرى؟

ماذا وقوفُك والفِتيانُ قد ساروا؟

والجرب كاد ينقرض في معظم دول العالم، حتّى المتواضعة منها ماديًّا وصحيًّا وخدماتيًّا، فكيف يصمد عندنا؟! ولهذا دعوني أُعِيد صياغة ما قاله أبو ليلى كالتالي:

ما المرض الباغي؟

أ.. جَرَبٌ أرى؟

ماذا صمودُك والأمراضُ قد انقرضوا؟

وعلى العموم، أنا عندي ثقة في وزارة الصحّة، بوزيرها المخلص، أنّها ستكافح المرض، غير أنّ وزارة الصحّة ليست المسؤولة، فالمرض تُسبّبه حشرة طفيلية ضئيلة جدًّا، وقد توجد في القطط والكلاب والأغنام والأبقار والخيل والإبل وغيرها، وهناك مَن يُتاجر في هذه الحيوانات، أغلبهم من الوافدين، بلا وازع ديني، أو تأنيب ضمير، يجعلهم يعتنون ببضاعتهم، ويحرصون على عدم تحوّلها لمستودع أمراض متنقّل!.

وهناك بعض الأمانات التي بقصورها الكبير فيما أُنِيط بها من مسؤوليات صحية وبيئية صارت مثل هذه الحوادث عنوانًا بارزًا يتكرّر!.

وهناك وزارة التعليم التي كدّست المدارس بالطُلّاب والطالبات بأكثر من طاقتها، ولم تصن وتُرمّم وتُعقّم مبانيها صحيًّا كما يُفترض، فتحوّلت كثير من المدارس لمرتع مُحتمل لنقل الأمراض، وتُغلَق كلّما استجدّ داء ومرض!.

ونظرًا لأنّ حارات مكّة المكرّمة التي تسلّل إليها المرض تعجّ بالوافدين، الذين كثيرًا منهم مخالفون لأنظمة الإقامة، فإنّ عشوائية إقامتهم وعشوائية مناطقهم جلبت وستجلب لنا المشكلات، التي منها عدم ضبط الأوضاع الصحية!.

«ياااه» مسّني النصب واللغوب من الكلام، وعُذرًا.. قيس، إذ أقحمتُك مع الجرب، وما كُنْتَ أنتَ إلّا إنسانًا عاشقًا، قد طردك أبو معشوقتك بسبب عادات العرب التي منعتهم تزويج بناتهم لمن يتغزّل فيهن وينشد الأشعار، وأنا كاتبٌ عاشقٌ للوطن، وأنشد طرد كلّ مرض من خِبَائِنا الواسع، وكلّ خطرٍ صغُر أم كبُر!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store