Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

قصّتي مع البلوت !!

A A
بمناسبة ترسيمنا للعبة البلوت، فلا بُدّ من سرْد قصّتي معها، بما تكتنفها من إثارة، وعبق الماضي، وذكريات تستحقّ التدوين!.

بدأْتُ ألعب البلوت وأنا في مرحلة الدراسة الثانوية، في جمْعات الأصدقاء بمسقط رأسي، مدينة الطائف، خصوصاً خلال الإجازات الصيفية التي كُنّا نسيح فيها كثيراً في ربوع منطقتي الهدا والشفا الشهيرتيْن، إذ لم تتوفّر لنا آنذاك بدائل سياحية أفضل داخل المملكة وخارجها.

وكُنتُ أعتقد أنّني أجيد اللعبة حتّى زاملني فيها صديق «حَرِّيف»، لكنّه للأسف مُبتلى بمُتلازمة النرفزة التي تُصيب الملاكم عندما يضربه خصمُه على أنفه فـ «يُفطّسه» ويُجْرِي منه الدم الغزير، فينفعل على خصمه ويهيج عليه كالثور في حلبات المصارعة الإسبانية، وأذكر أنّ صديقي هذا رمى أوراق اللعبة في وجهي قائلاً حرام عليك يا «غشيم»، فقط لأنّني أخطأتُ خطأً بسيطاً كانت عاقبته هزيمتنا المُدويّة!.

بعدها، نظّم صديقي هذا، سامحه الله، حملة إعلامية كبيرة لتشويه سمعتي في اللعبة، والتشهير بي كلاعب بلوت فاشل، وأظنّه نجح في ذلك، إذ صار كلّ الأصدقاء يتجنّبون مزاملتي فيها، ولم تنفع حملاتي الإعلامية المُضادّة لتغيير رأيهم، واكتفيتُ بأداء دور مشابه لدور المراقب في مناطق الحروب الساخنة، أو لعب الألعاب الورقية الأخرى الأسهل منها مثل «الباصرة» و» الكونكان»!.

وفي مدينة سينسيناتي الأمريكية، خلال قضائي للسنة العملية قُبيْل تخرّجي من جامعة البترول والمعادن، تعرّفْتُ على بعض المبتعثين السعوديين، وفاجأوني أنّهم علّموا اللعبة لزملائهم وزميلاتهم الأمريكيين والأمريكيات، وكانوا ينطقون مُفردات اللعبة باللغة الإنجليزية، فـ «الحُكْم» أصبح «Hokm»، والصنّ صار «sun»، و»السِرَا» أمسى «sera»، وهكذا!.

ولفت نظري آنذاك تفوّق الأمريكيات في اللعبة، وقد يكون هذا مؤشراً محتملاً لتفوّق السعوديات فيما لو نُظِّمَت مسابقة بلوت لهنّ في المستقبل القريب.

حسناً، ما نهاية القصّة؟.

نهايتها هي أنّني لم ألعب البلوت بعد أمريكا على الإطلاق، بيْد أنّها لعبة رياضية ذهنية سعودية قديمة، فيها ذكاء وتمرين قوي للذاكرة، والمطلوب الآن هو عولمتها مثلما عولمت بريطانيا لعبة كرة القدم، ودخلت بها تاريخ الرياضة العالمية!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store