أدبي أبها.. شرخ في «العمومية».. ولا أثر للملايين العشرة

شراحيلي:

النادي يتجاهل الفن التشكيلي

وانتقد الفنان التشكيلي محمد شراحيلي تجاهل النادي للفنانين بقوله: لم يقم أدبي أبها في السنوات العشر الأخيرة بأي دعوات للفنانين التشكيليين سواء بإقامة أمسيات تشكيلية أو إقامة معرض تشكيلي لفنانيي المنطقة، وقد استغربنا أن لا يكون لها حضور في فعاليات النادي، على الرغم من أن النادي يشرف على مسابقة أبها التي كانت تضم الفن التشكيلي والتصوير والقصة والشعر ولا نعلم من وراء اختفاء المسابقة التي كان يشارك التشكيليون والفوتوغرافيين والكتاب والشعراء من أنحاء المملكة والخليج، وللأسف إذا كان نادي أبها فقط مبنى صامتا فعلى رئيس النادي إذا لم يقم بأحياء تلك الأمسيات الثقافية بصفة عامة وإعادة المسابقات التي تحمل اسم أبها أن يترك الكرسي لشخص آخر مليء بالطموح والفكر لإعادة واجهة النادي لمستقبل مشرق مليء بالإنجازات وليس للحضور لاحتساء القهوة والشاي فقط.

حق الرد

«الأربعاء» يعطي مجلس إدارة نادي أبها الأدبي حق الرد حول ما ورد من ملاحظات في هذا التحقيق.. منوّهًا إلى أنها تعبّر عن أصحابها فقط.. وسيخصص الملحق المساحة في عدده المقبل لاستيعاب ما يرد إليه من إدارة النادي من تعليقات حول ما ورد من ضيوف اليوم

سلبيات أدبي أبها

تجاهل وإغفال مثقفي عسير

انصراف المثقفين عن فعاليات النادي

إحداث انشقاق وسط الجمعية العمومية

لا أثر لميزانية الملايين العشرة في مباني النادي

تجاهل الحركة التشكيلية

إخضاع النادي للمصالح الخاصة

الحفظي:

لم يعد هناك وهج أدبي وثقافي

أما الأديب علي بن الحسن الحفظي فيرى أن الفتور الواضح هو ما يسم حركة الأندية الأدبية، ومن بينها أدبي أبها، في ما يتصل بالتأليف والنشر والمناسبات الثقافية، وقد يجد صداما بين منسق الحركة الأدبية والثقافية وبين الأديب والمثقف.

ماضيًا إلى القول: يبدو لي من خلال ما كنت أقوم بممارسته عضوا في مجلس إدارة النادي وأمينا لسره وبين ما أشاهده وأتابعه الآن أنه لم يعد هناك وهج أدبي وثقافي غير ما تقوم به وزارة الثقافة والإعلام من إحياء لمعارض الكتاب وإقامة المهرجانات الأدبية والمناسبات القليلة جدا التي تعنى بالفكر والثقافة.

ويضيف الحفظي: وضعنا الأدبي مترهل ووضعنا الثقافي أصبح غير مسؤول عن رعاية المثقف والاهتمام به بينما يعمد الشباب وهذا في نظري حق لهم إلى مجاملة رؤساء الأندية والتقرب من فعالياتهم أملا في الحصول على الاهتمام به ومع هذا فلم يعد الرئيس ولا العضو قادرين على تحمل مسؤولية رعاية الناشئة وتشجيع مواهبهم، فرئيس النادي أو من يأنس به أصبح محور الاهتمام بدعوة لمؤتمر أو لمعرض أو لحضور فعالية مهمة سواء في الداخل أو في الخارج.

ويختم الحفظي بقوله: من تابع حركة التأليف والنشر في زمننا هذا سيلاحظ أحد أمرين:

نشر ما يروق للمؤسسة الأدبية لكبار المؤلفين من غير السعوديين والتباهي بذلك.

نشر ما يروق للمؤسسة دون النظر إلى كفاءة النشر بالنسبة للسعوديين على اعتبار القرب من المسئول أو المجاملة لسبب أو لآخر.

مثالب عديدة أحصاها المشاركون في هذا التحقيق على نادي أبها الأدبي، من أبرزها إحداثه لشرخ في الجمعية العمومية بعد الحكم القضائي ببطلان الانتخابات، وعدم سعي النادي إلى لم الشمل ورتق ذلك الفتق، مما أسهم في انصراف مثقفي عسير عن فعالياته، فضلاً عن عدم استثمار ميزانية الملايين العشرة في تطوير البنى التحتية للنادي، فلا أثر لها على مباني النادي.. جملة هذه الانتقادات طي هذه السطور حول نادي أبها الأدبي..

المحسني:

اهتموا بالمادة الثقافية ونسوا الإنسان

لسابق موقفه الناقد لـ»أدبي أبها»، بدا الدكتور عبدالرحمن بن حسن المحسني، أستاذ النقد والأدب الحديث المشارك في قسم اللغة العربية بجامعة الملك خالد، عضو الجمعية العمومية للنادي متحرزًا، وهو يقول: كل رأي يطرح في قضية نادي أبها الأدبي ربما يجير إلى الموقف الشخصي لي من النادي الذي تمتد مقاطعته لسنوات، وهو موقف اتخذته بقناعة تامة تتصل بما حدث في انتخابات النادي التي ثبت بطلانها بحكم قضائي مميز، وأؤكد هنا أن الرأي فيما قدمه النادي بعد الانتخابات سيكون منهجيًا ويحكمه العدل الذي نحن مأمورون به.

ويتابع المحسني: وقد قدم النادي في هذه الفترة جهودا مشكورة ونظموا مؤتمرا أدبيا، ولعل العلامة الإيجابية الفارقة في عمل النادي هي الكتب، فقد وفق النادي في طباعة عدد من الكتب المهمة. لكن الذي يجب أن أذكره هنا من سلبية ستطال حقبة النادي أنهم اهتموا بالمادة الثقافية ونسوا الإنسان الذي هو الفعل الثقافي الأحق بالاهتمام، وأعني بهذا أن النادي أغفل مثقفي عسير تماما من اهتماماته، وهم الوقود الحقيقي لفعالياته؛ فلم يتقدم بمبادرة - ولو واحدة - لرأب الصدع الثقافي الذي نجمت عنه الانتخابات، هذا من جهة، ومن جهة أخرى كان المثقفون وأعضاء الجمعية العمومية للنادي ينتظرون من أعضاء مجلس إدارة النادي الموقر موقفًا أدبيًا يمليه الحق الثقافي والأعراف المرعية وربما كانت تنتظره الوزارة بعد أن صدر الحكم القضائي الغير قابل للنقض ببطلان الانتخابات، بأن يبادروا لجمعيتهم ويقوموا بما يجب من الطلب من الوزارة بأن يصححوا المسار ويعلنوا لجمعيتهم عن إعادة الانتخاب ورقيا، وهذه أبسط حقوق الجمعية المكلومة عليهم، ومن يفز في هذه الانتخابات تكون الجمعية التي رشحته بانتخابات نزيهة كلهم معه حتى لو كان جميع من في مجلس الإدارة الجديد هم أنفسهم من في المجلس الحالي، لكن النادي لم يقم بشيء من هذا؛ بل استمر في تحدي جمعيته وهذا يخالف العمل الثقافي المؤسسي الواثق في قدراته ونزاهته. وبقيت الجمعية ومثقفو عسير بعيدين عن اهتمامات النادي لسنوات، وكان يقدم فعالياته لمن حضر. ولا أذكر - ولعل غيري معي من أعضاء الجمعية- أن النادي بعث لنا- مثلاً- إصداراته رغم أنها من حقوق عضو الجمعية، ناهيك عن باقي الحقوق رغم دفع تكاليف الجمعية كل عام. ولا أريد أن أقول: إن النادي قد أسهم بتجاهله لجمعيته العمومية في إحداث انشقاق ثقافي ظهرت آثاره في ميل كثير من المثقفين إلى الانتماء لمؤسسات ثقافية والنأي عن فعاليات النادي رغم تلميعها الإعلامي.

ويختم المحسني بقوله: أمر أخير يحزن عليه مثقفو عسير وهو أن النادي بميزانية تجاوزت العشرة ملايين ريال إبان بداية المجلس الجديد لم ير المثقفون أثرًا ظاهرًا لها في مباني النادي سوى في مشروع القاعة التي لم تنته بعد، ولم يتم استثمار جزء من المبلغ في أوقاف تخدم مستقبل النادي، وهي أمور مالية خفية ربما أجهل تفاصيلها ولا أستطيع البت فيها، وربما كان عند الزملاء في مجلس الإدارة ما يخفى عني وعن الجمعية.

شاهر:

غير مرضٍ إخضاع النادي للمصالح الخاصة

ويقول مدير قرية المفتاحة السابق الفنان الرائد عبدالله شاهر: تتفاوت أنشطة الأندية في المملكة، لكن أن يكون النادي مرسخاً وخاضعا للمصالح الخاصة لرئيس النادي ومجلس الإدارة فإن المثقف الصادق والقائد الصادق لا يرضى أن يكون المكان الخاص بخدمة الثقافة والمثقفين مكاناً لخدمته فقط أو من خلاله يعمل على خدمة نفسه ومن حوله، هنا نقول له أترك المكان لمن يعمل.

ويضيف شاهر: أما عن الحركة التشكيلية فقد هوت في منطقة عسير بالرغم من وجود أسماء كبيرة ورائدة في الحركة التشكيلية السعودية؛ إلا أن المظلة غائبة وتفاعل المسؤولين مفقود، وذهاب الفنانين إلى مراسمهم الخاصة في منازلهم أفقد الحركة التشكيلية وهجها السابق، وكلنا أمل في النادي الأدبي أن يقدم يد العون للفنانين الشباب والأخذ بأيديهم وجعلها جزء من أنشطته وبرامجه.