Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد بشير كردي

الزمن الجميل

A A
الحمامة البيضاء وغصن الزيتون رمزان للسلام. والسلام ينشده الجميع خاصَّة في زمن الفوضى الهدَّامة الذي يعيشه العالم عامة والمنطقة العربية خصوصاً.. وفي وضع مأساوي كهذا، وللتخفيف من الضغوط النفسيَّة التي يعاني منها الكثير من المقهورين حول العالم، يأتي دور الموهوبين في فنون الموسيقى والرقص والغناء، ليُقدِّموا حيثما حلُّوا جوًّا من الراحة والتفاؤل، بأنَّ الحياة لا تزالُ حلوة وجميلة. وأنَّ بوسع الفنون الجميلة بمَّا تُقدِّمه للجماهير من لوحاتٍ فنيَّة وقطع موسيقيَّة راقية، الوقوف في وجوه صُنَّاع الموت والدمار. وتجمع كذلك الراغبين في مشاهدتها على تذوُّق ما يُقدَّم لهم من أغانٍ وقصائد شجيَّة؛ منها الطربي العاطفي، والوطني في حبِّ الوطن، والتفاني في صونه.

رقص الباليه، من الفنون الراقية التي تفوَّقت في أدائها شعوب شمالي القارة الأوربيَّة، وأقصى شرق آسيا. ولديها فرق تؤدِّي أدوارها بالرقص سيرًا، والقفز على رؤوس أصابع الأقدام. ولا تزال رقصة بحيرة البجع حتَّى يومنا هذا تحتلُّ المركز الأوَّل من حيث القصَّة والأداء.

مختصر القصَّة أنَّ حفلًا أُقيم في الذكرى الحادية والعشرين لميلاد الأمير سيجفريد في حديقة قصره الذي ورثه عن عائلته. ويشاركه في هذه المناسبة عدد من شبّان وشابات المناطق المجاورة الذين جاؤوا لتحيَّته وتهنئته. تتفقَّد والدته الحفل، ويخيفها ما رأته من عبث الحضور، فتخشى من تَعلُّق قلب ابنها بواحدةٍ ممن حضرن الحفل. فتُقيم له حفلًا مماثلًا في اليوم التالي، تجمعه بمَن ترغب بها زوجة لابنها الوسيم. قبل موعد ذلك الحفل، يرتِّب صديق له رحلة لصيد البجع. هناك وقد تجمَّعت البجعات فوق مياه البحيرة، يشاهد الأمير أجمل فتاة رآها، فلا يستطيع أن يُصدِّق عينيه! فالفتاة تبدو بجعة وفتاة في الوقت نفسه. فوجهها الجميل مُحاط بريش البجع الأبيض الملتصق بشعرها. ينبهر الأمير بهذا المخلوق الساحر الجميل، ممَّا يدفعه للتقرُّب منها ببطءٍ وهدوء، خشية أن يُسبِّب لها إزعاجًاً.

تُصاب الفتاة الجميلة بالذعر، وترتجف أوصالها، وتضمُّ ذراعيها إلى صدرها في محاولة يائسة للدفاع عن نفسها. يُهدِّئ الأمير من روعها، راجيًا أن تثق به، وألَّا تبتعد عنه، وألَّا تطير بعيدًا. فقد وقع في غرامها وأعجب بها وأحبَّها.

يظهر على جانب البحيرة الآخر الشخص الذي سحرها، وحوَّلها على شكل بجعة، متوعِّدًا الفتاة والأمير. يَرميه الأمير بسهم، فيُرديه قتيلًا. وتتحرَّر الفتاة من السحر، ويفوز الأمير بقلب من عشقها، لينتصر الحبُّ ويُقهر السحر.

جدير بالتنويه والتقدير والثناء ما أنجزته الملكة عفَّت -يرحمها الله- من تأسيس أوَّل مدرسة سعوديَّة لتعليم البنات عام 1375هـ/ 1955م، وإدخال الأنشطة التربويَّة إلى جانب البرامج التعليميَّة. فكانت دار الحنان أوَّل مدارس للبنات في المملكة، قدَّمت الأنشطة الثقافيَّة والإعلاميَّة والتربية البدنيَّة والرياضيَّة؛ وأراني أُردِّد بهدوء مع كوكب الشرق أم كلثوم: «وعايزنا نرجع زي زمانَ.. قُل للزمان ارجع يا زمان».

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store