Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سلطان عبدالعزيز العنقري

هيكلة الجامعة العربية

A A
اعتاد العرب عندما يختلفون في الرأي أن يذهبوا إلى الأمم المتحدة بدلاً من الجامعة العربية، وعندما تحصل مشاكل حدودية يذهبون إلى محكمة العدل الدولية لحلها ويتركون جامعتهم الجميلة في مبناها فقط حيث أنها تتوسط قاهرة المعز. وعندما تحصل مجازر في أي وطن عربي، ويتسلط رئيس على شعبه يذهبون إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن . ومجلس الأمن هو مجلس الكبار الخمسة الذين لديهم طباخون مهرة وطبخات لذيذة لهم وليس لنا، والبهارات لديهم والتي تعطي مذاقاً وطعماً لذيذاً هو الفيتو الذي وضع لابتزاز العرب واستنزاف ثرواتهم، بعبارة أخرى إنهم يسلمون أنفسهم كعرب لهذا المجلس ليفعل بهم ما يشاء، فيذهبون إلى روسيا لكي لا تستخدم الفيتو في مشاريع قرارات يقدمونها لهذا المجلس، ثم يتفاجأون أن هناك عضواً آخر يستخدم الفيتو ضد العرب فيضطرون لمراعاة ظروفه ،ثم يخرج علينا آخر فيضطرون أيضاً لمراعاة ظروفه ،ثم يخرج العرب من مشاريع القرارات كخروجهم من المولد بلا حمص.

ومن هذا النموذج من العرب بشار الكيماوي الذي استعان بالروس للقضاء على شعبه بالكيماوي لأن أي اعتراض على ما يقوم به ضد شعبه سوف يواجه بفيتو روسي. الدولة المارقة الأخرى إلى جانب العرب التي تستعين بأعضاء مجلس الأمن هي الدولة الفارسية وحكامها الملالي والآيات الطغاة الذين يستعينون أيضا بروسيا. الدويلة المارقة الأخرى هي قطر ونظام الحمدين ،وهي دولة خليجية ضربت بعرض الحائط ليس فحسب جامعة الدول العربية بل مجلس تعاون خليجي يفترض أن يكون هو المرجعية لدول الخليج.

نعود إلى جامعتنا الموقرة التي يفترض على الأقل أن تعمل علاقات عامة أفضل لتقريب وجهات النظر بعد أن شاخ ميثاقها وأكل عليه الزمن وشرب لعقود طويلة. فلدينا الحرب اليمنية، وتدخلات إيران بل وتدميرها للعراق وسوريا ولبنان واليمن والحبل على الجرار إذا لم نقف ضد هذه الدولة الفارسية الحاقدة وقفة عرب. ولدينا الصراع في الصومال وليبيا وتدخل قطر في إفساد أية مصالحة ، ولدينا حلايب المتنازع عليها وسد النهضة في الحبشة وقطر ضالعة في دعم أثيوبيا. ولدينا القضية الفلسطينية وقطر ضالعة في الانقسام الفلسطيني فهي الداعمة لحماس مع إيران وعرابها خالد مشعل، وكذلك زعماء طالبان أمراء الحرب في أفغانستان تستضيفهم قطر.

نخلص إلى القول أن جامعة الدول العربية يجب إعادة غربلتها بالكامل وبهياكلها ،وأن يتم تعديل ميثاقها، وأن تنشأ محكمة عدل عربية مستقلة عن الجامعة لفض المنازعات ،وأن تكون قراراتها ملزمة أو تطرد الدولة من الجامعة التي لا تنفذ قراراتها وبذلك يكون لدينا جامعة نعتز ونفتخر بها عندما تطبخ لنا طبخات عربية لذيذة بعيداً عن طبخات مجلس الأمن والفيتو الذي يبتزنا .

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store