Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
نبيلة حسني محجوب

قمة التغيير وإثبات القدس عربية

على المستوى السياسي، فالمؤتمر بكلمات القادة وبيانه الختامي، قدم للعالم صورة للوفاق العربي والاتفاق على مجمل القضايا المطروحة للنقاش، ولو أن القضية الفلسطينية تربعت على عرش القضايا، وبدلاً من عنوان المؤتمر الرقمي " 29 " أصبح " قمة القدس " ترسيخاً لمكانة المدينة المقدسة التي يحلم كل مسلم بزيارتها والصلاة في مسجدها قبلة المسلمين الأولى، وتأكيداً على عروبتها

A A
انعقدت القمة العربية الـ»29» وسط أجواء غير عادية، حيث ملفات قضايا الشرق الأوسط تراكمت وتفاقمت.. صراعات عسكرية، تدخلات خارجية، جماعات إرهابية، أراضٍ ينهشها الاحتلال ويقتطعها من جسد الدول العربية، الأزمة السورية التي قاربت أو أكملت عامها الثامن والشعب السوري يُقتل بوحشية، بينما قرارات الأمم المتحدة محفوظة في الأدراج بعد الاجتماعات الساخنة، يبرد كل شيء أو يعود هادئاً مستكيناً بينما الشعب السوري يُباد بقوة.. تركيا وانتهاكاتها العسكرية لجاراتها العراق وسوريا، كل هذه القضايا اجتمع لها القادة في الظهران المدينة الاقتصادية في المنطقة الشرقية.

أولاً لابد من التوقف عند اختيار الظهران لعقد مؤتمر على مستوى القمة لأول مرة، وقراءة دلالاته بالنسبة للتغيير في الفكر الاجتماعي والاقتصادي السياسي السعودي، المنطلق بقوة نحو التحرر من كل الأفكار النمطية، حيث مركزية الفعاليات والمؤتمرات، في مدن محددة، فالمؤتمرات والملتقيات المختلفة تنعش المدن اقتصادياً وثقافياً وتسرع نموها الذي يبطئه الروتين اليومي، ففي الحركة بركة كما يقولون.

الأمر الثاني المهم؛ تأكيد الاستقرار الأمني في المملكة ودحض فرية تهميش المنطقة، النغمة التي تعزفها إيران ليل نهار، رغم أن سكان المنطقة الشرقية يعملون في كافة أنشطتها الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، فالمؤتمر ألقى الضوء على هذه المنطقة الآمنة الحيوية، وأنعش اقتصادها، وأصبحت المنطقة الشرقية تحت أعين الإعلام العربي والعالمي وعدساته الكاشفة، كذلك تطلعت الأنظار إلى الظهران مقر استقبال قادة العالم العربي والوفود المشاركة ومكان انعقاد قمة استثنائية بكل المقاييس.

على المستوى السياسي، فالمؤتمر بكلمات القادة وبيانه الختامي، قدم للعالم صورة للوفاق العربي والاتفاق على مجمل القضايا المطروحة للنقاش، ولو أن القضية الفلسطينية تربعت على عرش القضايا، وبدلاً من عنوان المؤتمر الرقمي « 29 « أصبح « قمة القدس « ترسيخاً لمكانة المدينة المقدسة التي يحلم كل مسلم بزيارتها والصلاة في مسجدها قبلة المسلمين الأولى، وتأكيداً على عروبتها.

أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان في كلمته الافتتاحية على أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى وستظل كذلك، رغم كل التحديات التي تواجهها الدول العربية في منطقة الشرق الأوسط، كالميليشيات الإرهابية التي زرعتها إيران في اليمن، والمعاناة الإنسانية في اليمن وتدخلات إيران السافرة في الشؤون العربية المرفوضة كما قال خادم الحرمين الشريفين.

القدس خاصة وفلسطين وشعبها المناضل في قلب وعقل سلمان وهو يتحدث عن التحديات التي تواجه أمتنا العربية، أكد على أن القدس الشرقية جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية، وهو إصرار جماعي من القادة العرب على رفض القرار الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس لتهويدها، فالقدس لابد أن تبقى عربية.

كذلك أكد على تأييد الجهود الرامية لحل السلام في اليمن، ودعوة المجتمع الدولي على العمل لوصول المساعدات الإنسانية للشعب اليمني، وتحميل الميليشيات الحوثية التابعة لإيران المسؤولية الكاملة لما يحدث في اليمن.

البنود الـ 18 المدرجة على جدول أعمال المؤتمر، تمثل كافة القضايا أو التحديات التي تواجهها المنطقة، العمليات العسكرية التركية في منطقة عفرين، التدخل الإيراني، إلا أن القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، وتفعيل مبادرة السلام، وإدانة القرار الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل، ونقل سفارتها إليها واعتبار القرار باطلاً وخرقاً للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، كانت هي القضية المركزية.

التوافق والاتفاق في وجهات النظر حول كل تلك القضايا يصحح عبارة « اتفق العرب على ألا يتفقوا « بحيث تصبح « اتفق العرب على أن يتفقوا» ليثبتوا للعالم أنهم قوة يجب ألا يستهان بها.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store