Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

ماذا نقبر في بطوننا؟!

بضاعة مزجاة

A A
نحن، معشر السعوديين، من أكثر الشعوب استيراداً لـ»اللحوم»: إبل، وبقر، وغنم، ودجاج، إلخ إلخ إلخ!.

ولهذا أتساءل عن جودة أمننا الغذائي؟.. بين قوسين (فرع اللحوم)، فالأمن الغذائي ليس هو سهولة توفير اللحوم «المهمّة» بل جودتها «الأهم».!

ومن يرى الفيديوهات المُتداولة في وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت صاحبة جلالة أكثر من جلالة غيرها من وسائل الإعلام، عن رداءة اللحوم المُورّدة إلينا يتساءل، وحُقّ له أن يتساءل: هل حقاً نقبر في بطوننا لحوم مخلوقات مريضة في حياتها، وغير صالحة للاستهلاك الآدمي بعد ذبحها أو ربّما ميتتها؟ بل غير صالحة حتّى لاستهلاك الوحوش المفترسة في غابات إفريقيا ممّا لديها بطون مُحصّنة ضدّ الأمراض؟.

ولا داعي لإخباركم بمظاهر رداءة اللحوم المستوردة، لئلّا تُصابوا بالقرف وتُصدّ أنفسكم عن الأكل، بما في ذلك أكل اللحوم الصالحة، فأكتسب سيئات تحوّلكم لنباتيين تعيشون على أكل البصل والخيار والجرجير، لكنّ الأمر بحقّ خطير، ولا دُخان في وسائل التواصل من غير نار، وهناك مَن يُؤكّلنا لحوماً مُستوردة فاسدة ومُعالَجة بما يُخْفِي فسادها الذي لا يُكشف إلّا بعد خراب مالطا في بطوننا المسكينة!.

وحالنا مع هذه اللحوم من ناحية ظنّنا الخير بها وهي شرّ علينا، يُشبه حال أهل مدينة طروادة في الأساطير اليونانية مع الحصان الخشبي العملاق الذي اختبأ فيه جنودٌ من أعدائهم الإغريق المُحاصِرين لهم، ثمّ أهدوه لهم، ليظنّوا فيه خيراً وأنّه عرضٌ للسلام، فقبلوه وأدخلوه لمدينتهم، فإذا بالجنود يخرجون منه ليلاً ويفتحون أبواب المدينة للجيش الإغريقي ليفتك بأهلها، وهكذا مع بعض مطاعمنا التي تعرض علينا اللحوم الرديئة والرخيصة عرضاً شهياً مُفعماً بالجمال وإغراء التوابل والسلام، فتفتك ببطوننا بعد دخولها إليها فتكاً مُبيناً!.

أنا، وعلى أعتاب البدء بتنفيذ رؤية ٢٠٣٠م، أدعو للعمل على اكتفائنا المحلّي من اللحوم، وتعزيز أمننا الغذائي صحياً، فلا مال ولا أراضي ولا بيئة تنقصنا لإنشاء مُستوطنات نموذجية للأنعام الأصيلة، بما يُغنينا بنسبة ١٠٠٪ عن المُستورد، واجعلونا الله «يخلّيكم» نأكل ونستمتع بلحم حلال وطازج وطيّب، فوالله لقد صِرْنا قِبْلة لتسويق اللحوم المستوردة، ممّا كثيرٌ منها لحومٌ مِزَاجُها سموم!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store