Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمود إبراهيم الدوعان

نبذ التطرف والإرهاب

وهذه دعوة كريمة نوجهها إلى خطبائنا في المساجد خاصة خطبة يوم الجمعة بأن يذكّروا المصلين والمحتسبين بأن التشدد لا يأتي بخير، وأن حسن التعامل والرفق في النصح هو أساس هذا الدين القويم، كما إن من فقه الخطيب أن يقصر خطبة الجمعة قدر الإمكان لأن تطويلها يصيب المنصتين بالملل وفقد الكثير من النقاط المهمة التي يتطرق لها الخطيب، والتي يفقد معها المستمع التركيز بعد عشر دقائق من بداية الخطبة، كما اثبتته الدراسات في هذا المجال.

A A
ألقى معالي الشيخ عبد الله بن محمد آل خنين عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للفتوى في المملكة العربية السعودية في يوم الأربعاء 25/7/1439هـ في رحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الملك عبد العزيز محاضرة قيمة بعنوان « القيم العليا للإسلام ونبذه التطرف والإرهاب»، وقد حضر هذا اللقاء معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور عبد الرحمن بن عبيد اليوبي ووكلاء الجامعة وعمداؤها وعميد كلية الآداب، ووكلاؤها، ورؤساء الأقسام العلمية، وأساتذتها، وجمع غفير من الطلاب.

تطرق فضيلة الشيخ عن القيم العليا للإسلام مع رفض التطرف والإرهاب بكل أشكاله موضحاً بأن المقصود من العنوان هو أن القيمة العليا والأولى تكمن في توحيد الله عز وجل والمتمثلة في العبودية المطلقة لله والإيمان الكامل بأن جميع الأوامر صادرة عن الله ويجب على المسلم تنفيذها.

ثم أشار فضيلته إلى أن القيم العالمية التي تبناها الدين الإسلامي لم تأت لقوم دون غيرهم بل للبشرية جمعاء والتي بُعث من أجلها المصطفى صلى الله عليه وسلم ومنها قيمتا العدل والوسطية.

شرح فضيلته هذه القيم بشيء من الاختصار وركز كثيراً على قيمة الوسطية والاعتدال في مناشط الإنسان كلها باعتبارها المنهج الإسلامي الذي يسير عليه متبعو هذا الدين الحنيف، وأبان بأن المنحرفين عن هذا السلوك السوي هم إما من الغلاة، أو أصحاب الجفاء، أو الأهواء.

ثم عطف فضيلته على مبدأ الوسطية، وأنها المنهج القويم الذي يقوم عليه هذا الدين وتعاليمه السمحة، فلا تطرف إلى اليمين ولا تشدد إلى اليسار، ولا مغالاة ولا تنطع بحيث يكون الدين سهلاً ميسوراً إذا اتبعت فيه أوامر الله واجتنبت نواهيه، كما استشهد فضيلة الشيخ بن خنين بالعديد من الآيات القرآنية والأحاديث الصحيحة عن النبي الكريم صلوات ربي وسلامه عليه في الاعتدال والبعد عن التطرف والإرهاب.

وقد اتسمت المحاضرة بالشمولية مع قصر وقتها الذي لم يتجاوز نصف الساعة أو أقل من الزمن وهذا من الهدي النبوي الشريف حيث كان المصطفى - صلى الله عليه وسلم - يقصر الخطب الجمعية ويقول ما قل ودل لأنه أوتي جوامع الكلم.

وهذه دعوة كريمة نوجهها إلى خطبائنا في المساجد خاصة خطبة يوم الجمعة بأن يذكّروا المصلين والمحتسبين بأن التشدد لا يأتي بخير، وأن حسن التعامل والرفق في النصح هو أساس هذا الدين القويم، كما إن من فقه الخطيب أن يقصر خطبة الجمعة قدر الإمكان لأن تطويلها يصيب المنصتين بالملل وفقد الكثير من النقاط المهمة التي يتطرق لها الخطيب، والتي يفقد معها المستمع التركيز بعد عشر دقائق من بداية الخطبة، كما اثبتته الدراسات في هذا المجال

.

نفعنا الله بحرص ولاة أمرنا وحكامنا على التمسك بأهداب ديننا الحنيف، وبارك الله في جهود علمائنا العاملين، وندعو بالسلامة من التطرف، والتعصب، والإرهاب مع حسن الاتباع لأبناء شعبنا الكريم، وحفظ الله بلادنا من كيد الكائدين وحسد الحاسدين. إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصل اللهم وسلم على الهادي البشير سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store