Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

تفعيل النقابات.. يُجدِّد حيوية المجتمعات!!

الحبر الأصفر

A A
سَعيدٌ هَذه الأَيَّام، وأَنَا أُرَاجع قِرَاءة كِتَاب «بَوَادِر المُجتمع المَدني فِي المَملَكَة العَربيَّة السّعوديّة»، لصَديقي المِعطَاء «أبي يعرب محمد القشعمي» -قمَّصه الله مَلَابس الصِّحَة، وأَرديَة العَافيَة-..!

الكِتَاب يَرصد التَّجرُبَة المُدهِشَة والمُبهِرَة لمُؤسَّسات المُجتَمَع المَدني، التي كَانت مَوجودة قَبل 100 سَنَة فِي بِلَادِنَا.. والغَريب فِي الأَمر، أَنَّهَا كَانت تَحمل اسم «نِقَابَة»، ولَم تَكُن تَزدَري أَي مِهنَة، أَو تَنتَقص مِن أَي حِرفَة، فعَلَى سَبيل المِثَال، نَجِد فِي الكِتَاب خَبراً عَن انتخَاب رَئيس لنِقَابة الحَلاّقين، وفِي الصَّفحَة التي تَليهَا، نَجِد خَبراً عَن انتخَاب شَيخ مُقشِّري الأَسمَاك، وبَعد ذَلك، نَجِد خَبراً عَن إعَادة انتخَاب مَشيَخة السَّمَاسِرَة، ودَلَّالي السيَّارات، ثُمَّ نَجِد خَبراً آخَر؛ عَن آخِر مَوعد للمُشَاركَة فِي انتخَاب شَيخ البَنَّائين، ثُمَّ نَجِد مَقالاً؛ للأُستَاذ «علي خضران» بعِنوَان: (أَين نِقَابة الصَّحفيين؟)..!

لقَد تَعمَّدتُ أَنْ أَستَشهد بنِقَابَات ومَشيخَات المِهن العَاديَّة، أَو المَنسيَّة، لأنَّ الحِرَف والمِهَن العَالية، نِقَابَاتهَا مَوجودة بطَبيعةِ الحَال.. أَمَّا عَن دور هَذه النِّقَابَات، فقَد لَخَّصه الأَمير «متعب بن عبدالعزيز»، حين كان وزيراً للأشغال العامة والإسكان عام 1379هجرية، حَيثُ قَال: (اتركُونَا مَا تَركنَاكم، انهُوا مَشَاكلكم قَبل أَنْ تَصل إلينَا، تَسَامَحوا، وتَسَاهلوا فِيمَا بَينكم، فإذَا اختَلف اثنَان فِي أَمرٍ؛ فادخلُوا بَينهم بالصُّلح، واقتَلعوا الضَّغَائِن مِن النّفوس، والأَحقَاد مِن القلُوب، وليُصبح جَميع سُكَّان المَنطِقَة إخوَاناً، يَحلّون قَضَايَاهم بأنفُسِهم، دُون اللُّجوء إلَى المَحَاكِم والدَّوَائِر.. إنَّ مَنطَقة القَصيم تَمتَاز بهَذه الرّوح، فلَيس فِي مَحَاكمها قَضَايَا، ولَا فِي دَوَائِرهَا مَشَاكل، إلَّا النُّزر اليَسير، ممَّا لَا يَخلو مِنه أَي مُجتمَع، مَهمَا كَان فَاضِلاً، وأَرجو أَنْ أَتمكَّن -بمُعَاونتكم-، مِن جَعل هَذه المَنطقة مِثَالية، فِي النِّظَام والتَّآخي، والتَّسامُح وكَريم الأَخلَاق)..!

حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!

بَقي القَول: أَتمنَّى أَنْ يُستَفَاد مِن هَذه التَّجربَة المَدنيَّة، ويُعاد إنتَاجهَا وفق المُعطيَات المُعَاصِرَة، عَبر الاتِّكاء عَلَى هَذا الإِرث المَدني المُدهش، الذي كَانت تَحفل وتَذخر بِهِ بِلَادنَا..!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store