Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

رُبّ ضارّة عنصرية.. نافعة!!

A A
رغم أنّني لا أتعامل معه، ولا أشرب ولا آكل ممّا يصنع، غير أنّ مقهى (ستاربكس) الأمريكي يستحقّ الإشادة، بسبب تصرّفه بعد قيام موظّف في أحد فروعه في أمريكا باستدعاء الشرطة من مُنطلق عنصري بغيض، لاعتقال اثنين من الأمريكيين السُود قد جلسا في المقهى دون طلب شيء، وبثّت وسائل التواصل الاجتماعي واقعة الاستدعاء والاعتقال المُهِين!.

وتصرُّف المقهى هو درس بليغ في مكافحة العنصرية، وقد كلّفه ملايين الدولارات، لكنّه تصرّف الشُجعان الذين لا يكترثون بوسيلة التكلفة طالما كانت غايتها نبيلة، وهو -صدّقوا أو لا تصدّقوا- أنّه سوف يُغلِق جميع فروعه ومكاتبه الإدارية في أمريكا طيلة يوم (29) مايو القادم، وعددها بالمناسبة أكثر من (٨٠٠٠) فرع ومكتب، ولكم أن تتخيّلوا ما قد يربحه من أموالٍ ضخمة إن لم يُغلقها، ومع ذلك سيُغلقها بالضبّة والمفتاح، لإقامة تدريب مهني ضدّ التمييز العنصري لما يزيد عن (175) ألف موظّف وموظّفة، وإدماج مختلف الموارد البشرية في مخطّطات الشركة المستقبلية، وتغيير مناهجه الدراسية التي استخدمها سابقًا في التدريب، لثبوت فشل مُخرجاتها، بهدف القضاء على التحيّز البشري، والحدّ من التمييز بكافّة أشكاله، وضمان شعور الجميع داخل فروعه بأنّهم على الرحب والسعة لآخر قيراط!.

كما اعتذر مالك سلسلة المقهى (كيفن جونسون)، فقال: أنا آسف، I am sorry، ووعد ألّا تتكرّر الضارّة العنصرية التي تحوّلت لنافعة، والتمس كما يلتمس المحكومُ عليه في حضرة القضاء أن تتقلّص الانتقادات لمقهاه، خصوصًا في وسائل التواصل الاجتماعي التي تحوّلت في نظري لمُحرّك رأي عام لا مُسَكِّتَ له، ولضابط شرطة فعّال ومهيب وصادق بتاجٍ ونجوم مُرصّعة، ويمكن استغلال الوسائل مع بعض الضبط لكشف كثيرٍ من سلبيات المجتمعات، ومعالجتها أسرع من معالجتها بالوسائل التقليدية، وبما يتماشى مع الدين والقيم الإنسانية!.

وليت العنصريين المُنْتِنِين يعلمون علم اليقين أنّ كلّ البشر لأبينا آدم ولأمّنا حوّاء، وأنّ آدم مخلوق من تراب، وحوّاء مخلوقة من ضلع أعوج، ولا داعي لتعالي الترابيين والضلوع المعوجّة على بعضهم البعض، لانعدام مُبرِّر التعالي بالإطلاق!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store