Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. محمد سالم الغامدي

من هم المسلمون والمؤمنون.. والمجرمون؟! (2)

A A
تكملة للمقال السابق، نستطيع القول إن كل مؤمن مسلم، لكن ليس كل مسلم مؤمناً، وأن الإيمان له دلالات لابد من تحققها مثل: إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان، وطاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- كما في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، وقوله تعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)، والجهاد في سبيل الله ونصر المؤمنين أو إيوائهم كما في قوله تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا)، والوفاء بالعقود والعهود كما في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ)، وقوله تعالى: (وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولاً)، والوفاء بالكيل والزنة بالقسطاس المستقيم كما في قوله تعالى: (وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ)، وعدم أكل مال اليتيم كما في قوله تعالى: (ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده)، وتنفيذ القصاص في القتلى كما في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى)، والشورى والصدقة كما في قوله تعالى: (وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ)، والاستئناس والتسليم قبل دخول البيوت كما في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا)، والالتزام بالقيم الفاضلة كما في قوله تعالى: (وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ).
أما مصطلح المجرمون، فقد كان المتداول عن هذا المصطلح أن المجرم هو القاتل أو السارق أو المغتصب أو قاطع الطريق أو الإرهابي، لكن الحقيقة أن مصطلح المجرم في التنزيل الحكيم يُقصَد به الملحد، والأدلة على ذلك كثيرة نذكر منها قوله تعالى: (أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ)، فالمسلم هو الموحد وضده الملحد، لأن التشبيه بالضد، وفي قوله تعالى وصف شامل لحالهم: (إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ* فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ* عَنِ الْمُجْرِمِينَ* مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ* قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ* وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ* وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ* وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ)، وقوله تعالى: (كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ* وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ)، وفي هذه الآيات الكريمات يتضح بجلاء تفسير المقصود بالمجرمين، (إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ* إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ)، فالمجرمون ينكرون وجود الله ويكذبون بالبعث ولا يفعل ذلك إلا الملحدون. والله من وراء القصد.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store