Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الكونتيسة.. أول متحف على دماء العذارى

الكونتيسة..  أول متحف على دماء العذارى

A A
لم تكن سان فرانسيسكو هي الوحيدة، التي غيرت قانون المتعة والرفاهية وقتما جعلت من سجن الكتراز - أعتى السجون وأكثرها وحشية- مُتحفا سياحيا يزوره اليوم الآف السياح.. ولم تكن هي الوحيدة أيضا التي استثمرت الجريمة، وجعلت من الجناة أبطالا لقصص سياحية جاذبة فلقد احتذت سلوفاكيا حذوها واستثمرت تاريخ القتلة وجعلت من قصر المرأة التي قتلت 600 فتاة عذراء وشربت دمائهن متحفا يرتاده الزائرون.

كانت اليزابيث باثوري – مجريّة الأصل- امرأة ذات أنوثة طاغية ووقتما تزوّجت بنى لها زوجها قصرا على سفح جبل لينعما سويا بدُنيا جميلة لا يسكنها إلا بطلان.. ومع جمال الحياة في هذا القصر البعيد لم يكن يكدر صفو أيام العروسة سوى غياب زوجها المتكرر وتركها وحيدة مع خادمات القصر، لذا كانت تلوذ إلى خيالها وترسم مع نفسها آمام المرآة قصص عشق خاصة ليس هذا فقط، بل كانت شغوفة بعالم الشعوذة وقد ساعدتها خادمتها العجوز على احتراف هذا الفن، والتي مثلت – إن صح التعبير – البوابة الحقيقية لدخولها عالم الجريمة.

الوحدة والخيال وفنون الشعوذة وحكايات خادمتها العجوز حوّلت الجميلة إلى امرأة متسلطة عنيفة تميل إلى معاقبة خادماتها وتعذيبهن، بل تسعد كل السعادة متى رأت الرعب مرسومًا على الوجوه.

بدأت اليزابيث في ممارسة طقوسها مع الفتيات العذارى بتجويعهن أسبوعا كاملا ثم ذبحهن عرايا والاستحمام بدمائهن الساخنة قناعة منها بأن هذه الدماء تمثل سر الحفاظ على رونقها الأنثوي.. لم تكتف اليزابيث بدماء خادماتها اللائي يقمن معها في القصر بل انعطفت بجرائمها البشعة منعطفا آخر وباتت ترسل سيدة سوداء لتنتقي لها أجمل الجميلات من الريف لإغرائهن بالعمل في القصر لقاء مبلغ كبير ليواجهن بعد فترة قصيرة مصيرهن الدامي.

وصلت الكونتيسة لسن الأربعين وبدأت تشعر بالقلق على جمالها فغلت داخلها شهوة الدم وبدأت تبتكر فنونا للقتل غير مسبوقة.. عشر سنوات ارتفعت فيها أرقام ضحايا الكونتيسة إلى 600 فتاة حتى تسرب خبر اختفاء عدد من فتيات الأسر النبيلة دون سبب واضح وأصدر الإمبراطور الحاكم وقتذاك أمره باقتحام القصر المنعزل ليشاهد الجنود - حسبما أفادت المصادر- أبشع المشاهد الدامية.. فتاة معلقة فوق الإناء لايوجد في جسدها قطرة دم كما وجدوا الآثار الغارقة بالدماء في كل ركن من الأركان هذا بخلاف ما وجدوه في حديقة القصر من بقايا بشريّة.

القلعة التي جعلتها اليزابيث باثوري مسرحًا للدم ومدفن الجميلات انتبه إليها المسؤولون عن سياحة سلوفاكيا.. فلم يعبثوا بأي ركن من أركانها ولم يحركوا طاولة من مكانها، بل تركوا كل شيء على حاله ومن بعد جعلوا هذا المكان الدموي متحفا سياحيا يرتاده ملايين الزوار كل عام.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store