Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

معاناة المرضى وارتـباك الصحة!

ضمير متكلم

A A
* (على إثر ما نشرناه بالعدد «125» الصادر في 22 جمادى الأولى عن الشكوى من غياب الطبيب المناوب في «مستشفى الكَنْدَرة»، أرسلَ إلينا مدير المستشفى بأنه لا صحة لذلك؛ إذ إنه قام بالمناوبة بنفسِـه؛ نظراً لمرض الطبيب المناوب في ذلك اليوم)!

* هـذا الخبر بثّته (صحيفة صوت الحجاز) قبل أكثر من خمسين سنة، ونشرته (صحيفة البلاد) في صفحتها الأرشيفية قبل أيام، -وهو ضمن مُصَوَّرَاتِي-، وفيه الشهادة على ذلك الماضي الجميل الذي كان فيه مسئولو الصحة ومدراء مستشفياتها وأطباؤها لاهمّ لهم إلا خدمة المريض والعناية به، رغم ضعف الإمكانات ومحدوديتها في ذلك الوقت!

* بينما في (حاضرنا) هناك دعم كبير من الدولة وتطورٌ واضحٌ في القدرات والتجهيزات، ولكن للأسف مازالت (الصحة عندنا تعاني)؛ فالأسابيع الثلاثة الماضية كانت حاضنةً للكثير من شكاوى المرضى التي حملت الألم من إهمالٍ وأخطاءٍ طبية ارتكبتها مشافٍ حكومية وخاصة، ومن عناوين تلك الـشكاوى: (إلزام طبيبين بدفع 300 ألف ريال لمريضة تَـسَـبَّـبَـا في فقدانها لثلاثة من أعضائها، وتحقيق في جـدّة من قيام مستشفى شهير باستئصال رَحِــم إحدى مريضاته خطأً، ومواطن يتهم مستشفى القنفذة بضعف بَـصَـره...)، إلى غير ذلك من القضايا والشكاوى التي وصلت لوسائل الإعلام وما خفي كان أعظم!.

* وهنا الدولة تنفق سنوياً الميزانيات المِلْيَارِيّة الضخمة جداً على (الصحة)، ومع ذلك فلا زال الإهمال قائماً، والأخطاء الطبية جاثمة على الصدور، وطوابير المواعيد في عيادات وجِرَاحَات المشافي الحكومية طويلة، وربما مات المريض وهو في محطة انتظارها!.

* أما السبب فأراه في غياب العمل المؤسسي عن (وزارة الصحة)، كما هو الحال في العديد من «المؤسسات الخَدَمِيّة»، فكل مسؤول لاحق يهدم ما بناه سَلَفُه، وبالتالي تضيع الجهود ويهدر المال العام، وهذا ما صَرح به (وزير الصحة الأسبق معالي الدكتور حمد المانع) في مقاله الذي نشره في مارس 2015م؛ وفيه أشَار إلى أن الوزارة إِبّـان عمله قـد قطعت شوطاً كبيراً في العديد من البرامج التي أُنْفقت عليها المليارات، ومنها التأمين الصحي الشامل لكافة المواطنين والمقيمين؛ ولكن بمجرد خروجه ألغيت أو توقفت تلك البرامج، ونُسِفَ ما تحمله من أحــلام!.

* أخيراً تبدو (الصحة) اليوم ومع معاناتها في ارتباك واضح بين تأكيد خصخصتها أو التراجع عنها، وبين هذا وذاك يبقى المواطنون متفائلين بـوزيرها (معالي الدكتور توفيق الربيعة)؛ عطفاً على عطاءاته ونجاحاته في مهامه السابقة، ولكن هل يستمر ذلك التفاؤل؟!، وهل تتحقق معه الأمنيات؟!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store