Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد البلادي

طُردوا من المدرسة فأصبحوا أثرياء!!

A A
· في سنوات الدراسة المتوسطة كان معنا زميل (مشاكس جداً) لم يكن يحب المدرسة، ولم تكن المدرسة تحبه أيضاً.. فعلى الرغم من ذكائه العضلي والحرفي ونجوميته في الرياضة والأعمال اليدوية؛ إلا أنه كان على خصام دائم مع معظم المناهج الدراسية، مما تسبب له في أزمات نفسية أدت بعد سنوات من الفشل والرسوب المتكرر الى تركه للمدرسة دون الحصول على شهادة المرحلة!. لكن هذه العثرة لم تكن نهاية الحكاية بالنسبة لزميلنا المشاكس، بل كانت نقطة البداية، فقد اتجه للعمل التقني الذي كان يحبه، فحقق نجاحات كبيرة وضعته ضمن قائمة الأثرياء وأصحاب الشركات الضخمة .

· التفوق الدراسي ليس المقياس الوحيد للذكاء والنبوغ، والفشل في المدرسة بالمقابل ليس دليلاً على الغباء والتأخر في الحياة.. فكل إنسان هو عبقري بشكل أو بآخر، المشكلة تكون حين نحكم على الجميع بمقياس واحد.. فمثلاً لو قيَّمنا سمكة من خلال مهاراتها في تسلق شجرة، ستمضي السمكة بقية حياتها معتقدة أنها غبية»!، هكذا قال إينشتاين. المقياس الحقيقي لنجاحك ليس في عدد المرات التي تعرضت فيها للسقوط أو الفشل، بل في عدد المرات التي استعدتَ فيها توازنك بعد السقوط.. فخسارة جولة -قد تكون مفروضة عليك- في رحلة الحياة لا يعني خسارتك التجربة.. استجمع قواك واعمل في ما تحب، فتلك أولى خطوات النجاح.

· في جنوب غربي لندن طردت إدارة مدرسة «ويمبلدون كوليدج» التلميذ (ديفيد بيدج) بسبب إخفاقاته وغياباته المتكررة، لم يندب حظه بل اتجه للعمل كغاسل أطباق في مجال المطاعم الذي كان هوايته الحقيقية، وخلال سنوات أصبح (بيدج) مدير فرع مطعم «بيتزا أكسبريس» ثم اشترى في العام 1981 م حق امتياز تشغيل فرع مطعم «بيتزا إكسبريس» في غرب لندن. ليصبح في التسعينيات صاحب مجموعة كبيرة من المطاعم العالمية المشهورة، تقدر قيمتها بالمليارات .

· قبل أيام كتب الزميل الأستاذ فهد الأحمدي مقالاً بديعاً عنوانه (حتى لو اضطررت لإخراجه من المدرسة) وهو يدور حول فكرة عدم تواؤم بعض الأبناء مع قوانين وبيئات التعليم، وأعجبني كثيراً قوله: «راقب طفلك جيداً.. في حال كانت درجاته الدراسية سيئة، ولكنه يملك ذكاء واضحاً ومواهب مميزة فهو في الغالب عبقري صغير عجزت المدرسة عن التأقلم معه وليس العكس».

· التعليم والتمدرس واحد من أهم مفاتيح المستقبل، لكنه ليس المفتاح الوحيد بالتأكيد.. لذا فقد نجني على أبنائنا حين نجبرهم على المدرسة رغم عدم توافق طبيعة ذكائهم معها؛ فقط من أجل أن يكونوا كالآخرين.. لا تجعل ابنك مثل سمكة اينشتاين الحمقاء، بل ادرس حالته وميوله والمجالات التي يحبها ويستمتع بها، فالنجاح والنبوغ وكذلك المال والشهرة مرتبطة بالعمل فيما نحبه ونستمتع به، لا بما يمليه علينا الآخرون.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store