Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

خامل بأمر البيروقراطية «أبرق الرغامة الثقافي»

خامل بأمر البيروقراطية «أبرق الرغامة الثقافي»

ابرق الرغامة

A A
احتفظ بكل أسباب دهشتك وإعجابك وأنت تتجوّل في أرجاء مركز الملك عبدالعزيز الثقافي..

مركز تكاملت له كل عناصر الجمال والإشراق.. فمن حيث البعد التاريخي فقد شيّد في فضاء «أبرق الرغامة» بجدة، التي تشرّفت بأن كانت آخر نقطة وقف فيها الملك المؤسس -يرحمه الله- وهو يقود مسيرة توحيد المملكة..

وعلى المستوى المعماري فقد جاء تصميمه مستوفيًا لكل الشروط المطلوبة ليصبح مركزًا ثقافيًا، بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى..

* فهنا، وقبل الدخول إلى المبنى الشاهق:

- مسرح يستوعب ألف شخص ويزيد من الجنسين برحابة ومزود بكل المعينات التقنية لتقديم الفعاليات على تنوعها.

- قاعة كبيرة للمحاضرات.

- صالات للعروض الثقافية والتعليمية.

- صالات للفنون التشكيلية على أعلى مستوى.

- صالات لإقامة حفلات موسيقية وغنائية.

كل شيء يبدو رائعًا ومتناغمًا في هذا المركز الذي أريد له أن يكون منبعًا للثقافة والتنوير بماضي المملكة، وحاضرها ومستقبلها..

ولكن..

كل هذا الجمال والإمكانيات والروعة معطلة وخاملة وساكنة سكون الأموات بـ»أمر البيروقراطية»..

ولك أن تفك معقد دهشتك الآن، حين تعلم أن المبنى معطل لا لشيء سوى أن من تتولى إدارته أمانة محافظة جدة.. وليست وزارة الثقافة والإعلام، أو أي جهة معقود عليها إدارة النشاط الثقافي والأدبي والفني والفكري..

هذا الجمال المعطل والإمكانيات المهدرة دفعت بعدد من المثقفين إلى القول بضرورة «تحرير» المركز من قبضة الخمول، والاستفادة من إمكانياته الزاخرة بخاصة وأن حاضر المملكة وما تشهده من حراك ثقافي وأدبي وفني وترفيهي يحتاج إلى مثل هذه المراكز الجاهزة بكل المعينات.. جملة ذلك في أضاميم السطور التاليات..

في الداخل

السلمي: أقترح مشاركة (4) جهات لتفعيل نشاطه

باحطاب: نريده شعلة نشاط ولا يهمني من يديره

زارع: يحزنني أن يحمل اسم المؤسس ويظل مهجورًا

المسؤول الإداري: لا نقوم بتنظيم الفعاليات.. ولكن نرحب بها

بداية يقول الدكتور عبدالله بن عويقل السلمي، رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي الثقافي بجدة: «إن مركز الملك عبدالعزيز الثقافي بأبرق الرغامة بمحافظة جدة، يملك كل مقومات الجودة، والمتمثلة في موقعه، اسمه، وبنيته التحتية»..

مستدركًا بالإشارة إلى أن الصورة غير جلية أمامه عن المركز وإدارته، مقترحًا مشاركة عدة لتفعيل المركز بالشكل اللائق به، ممثلة في:

- إمارة منطقة مكة المكرمة.

- محافظة جدة.

- أمانة جدة.

- دارة الملك عبدالعزيز.

ويمضي السلمي مضيفًا: نحن نطمح لتقديم عمل ثقافي متكامل، والنادي الأدبي الثقافي بجدة سيكون عضدًا لهذه الجهات، وسيقدم الفعاليات والنشاطات اللازمة، كتقديم مكتبة متكاملة، وإقامة الدورات التدريبية التي من شأنها الرقي بالحركة الإبداعية والفكرية والتاريخية، فالطموح أن يُستغل المركز بما يمتلكه من مقومات ثرية، كموقعه الإستراتيجي ومساحته الكبيرة، وفي هذا الصدد أشير إلى أن موقع المركز يتلاءم مع طموحات معالي وزير الثقافة والإعلام، في إيجاد مراكز ثقافية، فيمكن أن يصبح المركز بهذا الشكل، وأن يكون فعلاً مركزًا ثقافيًّا متكاملاً بما يملكه من إمكانات جيدة، وبالطبع يكون ذلك بالتشاور مع سمو أمير المنطقة، ومجلس تطوير المنطقة، والمحافظة، والأمانة، وسيكون النادي الأدبي معهم في كل ما يتطلب الأمر؛ من أجل تقديم عمل ثقافي وتاريخي وفكري وإبداعي لائق.

ويختم السلمي بقوله: تقام بالمركز فعالية كل شهرين أو أكثر، وهذا قليل، فالمفترض أن يكون به فعاليات طوال العام، مثل مركز الملك فهد الثقافي بالرياض، فهذا المركز قادر على ذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية، التي لو اجتمعت وقررت، فسوف يكون النادي الأدبي الثقافي معهم في كل خطوة يخطونها.

ويركز مدير إدارة الأندية الطلابية بجامعة الملك عبدالعزيز عبدالله باحطاب، على ضرورة بعث النشاط في مفاصل المركز بغض النظر عن الجهة التي تديره، وذلك في مستهل قوله: «أنا لا يهمني من يدير المركز، سواء أمانة محافظة جدة، أو وزارة الثقافة والإعلام، ولكن المهم هو أن يصبح المركز شعلة من النشاط، من خلال تسهيل الحصول على تصاريح إقامة الفعاليات به، بخاصة وأننا نجد من أمانة محافظة جدة كل ترحيب، وتعاون مع الجميع، فهذا المركز يعد من المراكز المميزة، وبه كل المرافق المهيأة، وحتى البهو الخارجي أكثر من رائع، والموقع جيد، ويمكن له أن يخدم شرق ووسط جدة بشكل كامل، وسبق أن أقيم به الكثير من الفعاليات والمهرجانات، أذكر منها أيام معالي وزير الثقافة والإعلام إياد مدني، ووكيل الوزارة الدكتور أبوبكر باقادر، والدكتور عبدالعزيز السبيّل؛ حيث نظمنا الأيام الثقافية السعودية، وشاركنا في تنظيمها كجمعية الثقافة والفنون، والآن أتمنى من جميع فناني جدة أن نتكاتف ونسعى لتقديم فعاليات ومهرجانات في المركز، كإقامة مهرجان مسرحي للجامعات في جدة، وغير ذلك من الفعاليات».

ويحصي باحطاب بما يتمتع به من ميزات ومنها:

- قاعات وصالات لجميع الأنشطة الثقافية والفنية.

- قاعته المسرحية تصلح للعروض السينمائية، ولا تحتاج إلا لشاشة وصوتيات معينة.

- اشتماله على صالات للفنون التشكيلية على أعلى مستوى.

- استعداده لإقامة حفلات موسيقية وغنائية.

ويذيل باحطاب حديثه بقوله: عندما كنت مسؤولاً عن جمعية الثقافة والفنون بجدة كان لنا تعاون كبير مع المركز، ووجدنا ترحيبًا كبيرًا من محافظة جدة ومن أمانة محافظة جدة، وقدمنا الكثير من الأعمال الفنية والثقافية، وحاليًّا وقّعنا اتفاقية مع أمانة جدة، ستقوم من خلالها جامعة الملك عبدالعزيز بتقديم العديد من العروض الثقافية والفنية المتنوعة في المركز، وقد بدأنا التجهيز لها منذ الأن، ومن المتوقع أن تكون البداية مع إجازة الصيف.

ويؤكد الفنان التشكيلي الدكتور مازن صفطة، بأن «المركز ملائم جدًّا لإقامة العديد من الفعاليات المتنوعة، وأيضًا إقامة الورش والدورات التدريبية، والندوات»..

مستشهدًا على ذلك بقوله: أذكر أنه سبق أن أقيم به معرض تشكيلي قبل أكثر من 15 عامًا للفنانين عبدالله حماس ونوال مصلي وعبدالله الشلتي، وكل فنان منهم في صالة، وكان معرضًا رائعًا، والمركز بصفة عامة تحفة فنية، ولكنه للأسف غير مستغل، وأنا أيضًا كناشط في المجال الكشفي، أقوم حاليًّا بزيارات للمركز؛ لأنه مركز متكامل وشامل ومهيأ من النواحي كافة، وسبق أن أقمنا به ورشًا فنية، وبصراحة لو تم استغلال المركز كجهة فنية وثقافية فسوف تجد جميع الفنانين به.

ويرى الدكتور مازن صفطة أن المركز يحتاج لإدارته من قبل الفنانين أنفسهم، بحكم أنهم الأعرف بما سيقدمونه ويعرفون كيف يستغلون قاعاته وصالاته وجميع مرافقه، مقترحًا أن يقوم بهذه المهمة الفنان طه الصبان لسابق خبرته في هذا المجال.

وبسابق تجربة مع هذا المركز، يشارك الإعلامي والكاتب الصحفي نبيل حاتم زارع بقوله: يحزنني أن مدينة جدة لديها مركز ثقافي يحمل اسم مؤسس الكيان العظيم ويكاد أن يكون مهجورًا من أي نشاط أو فعالية تتناسب مع الغرض الذي من أجله أنشئ.. وقد سبق لي أن تطرقت لهذا الأمر في لقاء مباشر مع معالي وزير الثقافة والإعلام السابق واقترحت أن يتم التنسيق مع أمانة جدة لكي يستفاد من هذا المركز بإعارته على الأقل لجمعية الثقافة والفنون بجدة كونه مهيئ بشكل جميل ومناسب ومشرف وأعتبره من الصروح الثقافية التي نفتخر بها في محافظة جدة، ولا يعقل أن يظل المكان مهجورًا بالصورة التي نراه عليها حاليًا، إضافة إلى أنني تطرقت في إحدى مقالاتي بأن يكون مقر جذب للجمهور من خلال العروض الفلكلورية لكافة مناطق المملكة بشكل شهري أو أسبوعي والمسرحيات وعروض الفن التشكيلي ومراسم الأطفال وعروض موسيقية والتصوير الفوتوغرافي والخط بجدول زمني منظم وبرسوم رمزية مناسبة، كما يمكن استثمار الأماكن الخارجية داخل السور من خلال توفير المطاعم والمقاهي التي يستفيد من عوائدها الشباب والشابات.. واتصور أنه من الملائم جدًا أن يكون داخل المقر عروض توضح تاريخية المكان وما يمثله من قيمة تاريخية، خاصة وأن هناك العديد من الوفود الرسمية التي تقوم بزيارة جدة؛ فلماذا لا يكون هذا من أحد الصروح التي تتم زيارتها والاستمتاع بما فيها، وأتذكر أنه خلال عملي قبل عدة أعوام مسؤولاً عن الإعلام والعلاقات العامة بنادي جدة الأدبي الثقافي تم عمل أكثر من مناسبة رسمية بها وكانت محل إعجاب الزوار في هذا المقر الحضاري الضخم، لهذا أتمنى أن يتم الالتفات إلى هذه المركز بشكل أفضل.

من جانبه اعترف المسؤول الإداري بمركز الملك عبدالعزيز الثقافي بأبرق الرغامة، علي حسن العنبري، بقلة النشاطات والفعاليات التي يقدمها المركز.. غير أنه أبدى الاستعداد للتعاون مع أي جهة ترغب في استغلاله لنشاطها، قائلاً: نحن نرحب بأي جهة حكومية تريد أن تقدم فعاليات بالمركز، والمهم لدينا هو أن يكون عندهم التصريح الرسمي لإقامة الفعاليات، وأن يحددوا لنا المواعيد للتنسيق والترتيب، ووقتها نرحب بهم ونفتح لهم المركز ومرافقه مجانًا، وسبق أن أقامت العديد من الجهات الحكومية فعاليات وأنشطة بالمركز، مثل وزارة الصحة التي أقامت ندوات ومحاضرات، والأحوال المدنية، واحتفالات اليوم الوطني، إضافة إلى نشاطات أمانة محافظة جدة التي يتبع لها المركز كإقامة دراسات ومسابقات، وأنشطة أخرى. وحول إمكانية أن يكون للمركز دور في المرحلة المقبلة، قال العنبري: المركز لا يقوم بتنظيم فعاليات أو أنشطة من تلقاء نفسه، وصحيح أنه مجهز بالكامل، ونحن كإدارة الثقافة والسياحة بالمركز مستعدون للتعاون مع كل الجهات، ومنها الجهات الثقافية والفنية، كالنادي الأدبي أو جمعية الثقافة والفنون، إضافة إلى الجهات الحكومية، وأكرر أننا نفتح المركز لهم بالكامل مجانًا، وحتى إننا لا نقبل رعاة تجاريين، فالهدف هو أن يكون المركز للجميع.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store