Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

شكراً.. طائرة الخزامى!!

بضاعة مزجاة

A A
لم تعد الشدائد التي قد تحدث لنا، نحن معشر السعوديين، هي الحوادث الوحيدة التي تفضح معادن بعض البشر، ومقدار كراهيتهم الكبير تجاهنا، بل لحقتها الحوادث البسيطة التي لا تكاد تُذكر!.

كمثال للشدائد، أذكر شديدة احتلال الكويت من قِبَل نظام صدّام حسين البعثي، وإرسالياته الصاروخية السكودية الخطيرة لعاصمتنا الرياض، وكيف فضحت لنا الصديق من العدو، حتّى لو سُئِلَ أيّ سعودي عن الأمر آنذاك؛ لأنشد فوراً قصيدة الإمام الشافعي، رحمه الله، التي تقول:

جزى اللهُ الشدائدَ كلّ خيرٍ..

وإن كانت تغْصُصْني بِرِيقِي..

وما شُكْري لها إلا لأنّي..

عرفْتُ بها عدوِّي من صديقي..

أمّا الحوادث البسيطة، فمثل حادثة طائرة الدرون الترفيهية الصغيرة التي طُيّرت لاسلكياً، وسُيّرت بالريموت كونترول مساء يوم السبت الماضي بلا ترخيص فوق حيّ الخزامى في الرياض، وتعاملت معها نقاط الفرز الأمنية بإطلاق النار عليها، كما تفعله أيّ دولة في العالم، سواء كانت كبيرة مثل أمريكا، أو صغيرة لا تكاد تبين مثل قطر، فإذا بها -أي الحادثة- تفضح لنا الصديق من العدو، مثلما فعلت الشديدة وربّما أكثر، وحازت قناة الجزيرة القطرية على لقب العدوّ الأكبر، ولم تُضاهِها سوى القنوات الإيرانية، وتحلّى الأعداء بخيالٍ واسع لا يوجد إلّا في أفلام بوليوود الهندية، واخترعوا من الأخبار ما اخترعوه، وفبركوا من الأكاذيب ما فبركوه، واستضافوا مَن يُحلّل ويُقلّب الأمور، ويتصيّد في الماء العكر، كما لو كانت كارثة قد أصابت البلد، ثمّ اتّضح ألّا شيء ممّا روّجوه هو صحيح، وأنّ حادث إلغاء ترخيص أحد الأندية الرياضية النسائية في الرياض بسبب إعلان خادش للحياء يستحقّ أن يكون حادثاً أكبر وأهمّ من حادث الطائرة، لكن للعدوّ وجهة نظر صغيرة، ومثيرة، وحقيرة!.

فشكراً للحوادث البسيطة كما للشدائد، وما زالت قصيدة الإمام الشافعي مناسبة لكلّ الأزمان. والخزامى بالمناسبة، هي زهرة جميلة، ولها براعم قوية، وفوائد للإنسانية، وكذلك هي دولتنا، المملكة العربية السعودية، التي أفادت العالم، ولا يُضيرها ذُباب يائس يحوم حولها، ولا يستطيع الوقوع عليها، أو النيل منها!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store