Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حسن ناصر الظاهري

الصراع الإيراني وبوادر الانفجار

الأوضاع الاقتصادية في إيران تسوء يوماً بعد يوم في بلاد غنية مليئة بالثروات وذلك نتيجة الصرف ببذخ على المنظمات الإرهابية في العالم، والتدخلات في سياسات الدول لدرجة التدخل العسكري كما حصل في العراق، وما هو حاصل الآن في سوريا واليمن

A A
نافذة في إيران بدأت تأخذ طريقها من السر إلى العلن، فالأوضاع السياسية والاقتصادية المتدهورة أصبحت تنذر بقرب الانفجار، وكل طرف يوجه اتهاماته للطرف الآخر، ويصفه بأقذع الصفات، هناك صدام إيراني إيراني بين الرئاسة والحرس الثوري، فالرئيس الحالي «روحاني» اتهم في خطاب له مؤخراً الحرس الثوري بإنفاق الأموال الإيرانية على مشاريع خارجية ودخولهم في ألاعيب سياسية، في حين يعاني المواطنون أوضاعاً معيشية صعبة ، وفي المقابل فإن الحرس الثوري ينتقد الرئاسة ويصفها بأنها فاشلة في معالجة الأوضاع الاقتصادية، وأنها تميل إلى طرح لغة الأعداء، وأن الحرس الثوري يفتخر لكونه يصدر الثورة لخارج الحدود الإيرانية.

وهناك صراع آخر بين المرشد وبين الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، يتهم فيه نجاد المرشد على خامنئي بنهب ١٩٠ مليار دولار، ويتحدث عن استياء عام من أوضاع البلاد وجهاز السلطة القضائية، وصل إلى حالة غير مسبوقة، وصراخ المواطن نتيجة الظلم وصل السماء، وفي المقابل، فإن المرشد خامنئي من جهته أيضاً، لم يُخفِ عدم رضاه من الرئيسين السابق «نجاد» والحالي «روحاني» حيث هاجمهما في أكثر من مناسبة، وقال عنهما بأنه ليس لهما حق المعارضة والمناقشة، بل يجب أن يتحملا المسؤولية.

وكان الرئيسان، السابق والحالي، أبديا آراء اقتصادية تجاه صناع القرار والمؤسسات المقربة من المرشد.

الأوضاع الاقتصادية في إيران تسوء يوماً بعد يوم في بلاد غنية مليئة بالثروات وذلك نتيجة الصرف ببذخ على المنظمات الإرهابية في العالم، والتدخلات في سياسات الدول لدرجة التدخل العسكري كما حصل في العراق، وما هو حاصل الآن في سوريا واليمن

، حتى أن القرارات المصيرية لايتخذها رئيس الدولة بل الحرس الثوري الذي لا يعترف بأي مرجعية، يأتمر فقط بأوامر قائد الحرس الثوري.

حينما قصفت المقاتلات الإسرائيلية قبل أسبوعين قاعدة جوية إيرانية في دمشق، لم يأتِ التهديد بالرد على ذلك القصف من طهران، بل من نائب قائد الحرس «حسين سلامي»، حيث هدد الإسرائيليين بفتح جبهتين عبر حرب برية وإطلاق صواريخ من الشمال والغرب وسيلقيهم في البحر، الأمر الذي رد عليه الإسرائيليون بأنهم جاهزون، مشيرين إلى أنه في حال اندلعت مواجهة عسكرية في سوريا، فإن إسرائيل ستُسقط النظام السوري.

هذه الفوضوية وعدم المركزية هي التي ستعمل على نهاية هذا النظام الذي جلب للعالم كله المتاعب.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store