Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سامي سعيد حبيب

تنامي الأدوار القتالية للطائرات الموجهة

A A
لدى البعض انطباعات غير صحيحة عن الأدوار المنوطة بالطائرات الموجهة، (من غير طيّار)، وتصورات محصورة في التطبيقات المدنية للطائرات الموجهة، مثل: رش المزارع والمحاصيل الزراعية بالمبيدات الحشرية، ونقل الأدوية أو عبوات الدم من وإلى المراكز الصحية النائية أو مواقع حوادث السيارات المميتة، أو فك الاختناقات المرورية، أو المساعدة في نقل الطرود البريدية إلى الأماكن المزدحمة داخل المدن المكتظة، أو حتى مراقبة حدود البلدان حول العالم من أجل صد المهرّبين والمخرّبين.

والحقيقة، أن الطائرات الموجهة -إضافةً إلى كل ما سبق- تقوم بأدوار عسكرية استطلاعية واستخباراتية وقتالية على مختلف مسارح العمليات القتالية، وتأتي بأحجام وأشكال مختلفة، فمنها ما هو كبير جداَ في حجم طائرات شركات النقل الجوي، كالبوينغ 747، أو متوسطة الحجم كطائرة «المفترس» الشهيرة، والمواصفات المتقدمة التي يُنفِّذ من خلالها البنتاغون الأمريكي وبالصواريخ جو-أرض المحمولة على متنها، والمُسمَّاة (هيل فاير) -أي نيران الجحيم-، مئات العمليات في أفغانستان واليمن والصومال... الخ، كما أن الطائرات يمكن أن تكون متعددة الأدوار، ومختلفة الاستطاعة كـ(عدد ساعات الطيران)، ما بين دقائق معدودة، أو لأربع وعشرين ساعة، فالضخمة منها –مثلاً- يمكن أن تكون في حجم طائرات الركاب البوينغ والإيرباص، ويُقابلها طائرات صغيرة الحجم -في مقاس النحلة أو الجرادة أو البعوضة والطيور الصغيرة-، يمكن أن تدخل المباني الخاصة والعامة دون أن يدري بها أحد، وتبحث عن شخص معين بذاته، وتتعرَّف عليه من خصائصه الحيوية المحمولة في إلكترونياتها، وتغتاله وتُغادر، والدولة الصهيونية عاكفة على تصنيع طائرة على شكل طائر، تطير بهدوء داخل المباني بهدف تصفية الشخصيات التي تراها إسرائيل معادية لها. وقد قامت القوات الأمريكية طبقاً لما نشرته إحدى الصحف اللبنانية بالشروع في إنشاء قاعدة جوية كبيرة خاصة بالطيران الآلي (بدون طيار) شمال سوريا بشكل «سري»، بالقرب من الحدود التركية، لحماية القوات الكردية بالمنطقة، التي يُقدَّر عددها بقرابة 30.000 مقاتل، رغم التصريحات الأمريكية بالانسحاب من سوريا، مما استثار كل من روسيا وإيران وبالطبع تركيا على حدٍّ سواء، وقد سبق أن تعهَّد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لنظيره التركي رجب طيب أردوغان بعدم قيام تسليح الأكراد بشمال سوريا.

ثمة ما يزيد عن 100 دولة حول العالم منهمكة في برامج تطويرية لطائراتها الموجَّهة، والأنسب لاحتياجاتها. بعد أن كانت حكراً على أمريكا وبريطانيا وإسرائيل وإيران التي تستخدمها في القضاء على المقاومة السورية، ومن قبلها القيادات الفلسطينية.. وقد وصل مجموع ما يصرفه العالم على برامج تطوير الطائرات الموجَّهة قرابة الـ10 مليارات دولار سنوياً، وهناك جهات عدة حول العالم منخرطة في تصنيع أسلحة أخف وأشد فتكاً، لاستخدامها في تسليح الأجيال الجديدة من الطائرات الموجهة الحربية ومهامها القتالية.. فالعالم مُقدمٌ على فوضى اغتيالات الطائرات الموجهة، الذي يراها المراقبون والمحللون السياسيون أنها حرب استئصال على الإسلام والمسلمين.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store