Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالعزيز حسين الصويغ

قُلة حُبِنا؟!

A A
الأصل في العلاقات الزوجية وفق التخطيط الإلهي هو المودة والرحمة، فهذا هو الوضع الطبيعي، هذه هي الصحة النفسية بين الزوجين.. لذا تعبر الآية 21 من سورة الروم عن مدى وعمق هذه العلاقة بقوله تعالي: ﴿وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾.

****

هذه الآية الكريمة تمثل الميثاق الأَسْمَى للعلاقة بين الزوجين، فإذا سارت الأمور بين الزوجين كما ينبغي نتج عن ذلك أسرة سعيدة، أو قد تنتهي إلى ما يُسمى بأبغض الحلال وهو الطلاق. فالمنطق يقول أنه إذا انتهت المَّوَدَّةً وَالرَحْمَةً التي جعلها الله بين الزوجين، وتبدلت بـ»البغض والكراهية»، بحيث يصعُب علاجها فإن الطلاق قد يكون هو الوسيلة الأنجع لإنهاء معاناة الزوجين وتأثير ذلك على الأبناء. فقد انتهت صلاحية عقد الزواج بين الزوجين وأصبح الطلاق هو المخرج الوحيد، فعسى الطلاق أن يكون فرصة لكل منهما ليجدا البديل الذي يأنسان ويسكنان إليه ويعوضهما عن حياة الخلاف والشقاق والنزاع.

****

من يتذكر المشهد الذي يجمع الفنان سمير غانم والفنانة شيرين في مسرحية (المتزوجون) حين ضمهما عَشَّ الزوجية في شقته المتواضعة. يتجول الزوج بزوجته بين أرجاء الشقة لتتعرف على لمبة الجاز المملوءة بـ(جاز حبنا)، مروراً وانتهاء بـ(قُلّةحبنا).. و(جدو حولان).. الخ، إنما ينظر إلى أحد المشاهد الكوميدية التي تمثل قمة الحب بين العاشقين والتي تنتهي بهما إلى (عَشَّ الزَّوْجيَّة). لكن يمكن أن تنتهي (قُلّة الحُب) إلى التصدع أو الكسر وإراقة ما تبقى فيها من (عسل) على الأرض ليذهب ما تبقى من حب وود ورحمة دون رجعة.

#نافذة:

إذا الإيمان ضاع فلا أمانَ

ولا دنيا لمن لم يحيِ دينَا

محمد إقبال

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store